د. خيرية السقاف
زيمبابوي تطالب الولايات المتحدة بتسليمها «والتر بالمر» طبيب الأسنان الثري الذي استدرج خداعًا الأسد «سيسل» من محميته، حتى إذا ما خرج يتبع رائحة مصطنعة لأفعى ميتة رماه بسهامه التي لم تكن كافية لأن تقضي عليه، فظل يتتبعه ليومين حتى أجهز عليه ببندقيته وقطع رأسه..!!
شهية المترفين
شهية السطو المتفشية حد الاغتيال.، ذاتها إستراتيجية الخدعة المضللة للضحية تلك التي يقع في أتونها البشر في هذه الصراعات العارمة في الشرق الأوسط أيضًا..!!
هذه الخدعة لم ينج منها الأسد الإفريقي بيد أن أعضاء الحزب الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي تحركت لقتله نخوتهم رفضًا لإبادته، وحماية لفصيلته كونه في نظرهم وغاية اهتمامهم من الأنواع النادرة الآيلة للانقراض، ..!!
فيما لم تتحرك نخوة أحدهم لإيقاف هذه الاغتيالات القائمة على مدار الساعة للبشر بمختلف ألوانهم الذين قد يؤولون للانقراض في مواطنهم كانقراض قيم الحياة العدل، والحكمة، والسلام، والعمار، و...كل ما ينتظم في قائمة عناصر العيش في هدوء..!!
بلى لم ينتفض أحدهم لطفل صغير يحرق في بيته أمام والديه..! والعالم أجمع، في حين انتفضوا بقوة «لسيسل» الضحية في محمية زيمبابوي الأمر الذي ضيق الخناق على ضمير النخوة فذهب من ذهب يُـلمِّع.، ويداري، ويربت على قشرة السطح..!
إن هذه النخوة، وعاطفة الرأفة الزائفة المتحركة نحو الحيوان، المصيخة السمع عن الإنسان تتطفل عن قلوب مظلمة تحيك للحيوان كما للإنسان كمائن الموت في المناطق الآمنة، المسالمة، وكمائن الاستقطاب بكل أنواعه الداكنة...
مات «سيسل» مغدورًا به، وقطع قاتله رأسه.، وزيمبابوي تطالب أمريكا بتسليم «والتر»..بل تقرر منع صيد المترفين العابثين نهائيًا وتضرب على محمياتها سياجًا عن هذا النوع من الصيد المتمرد على القيم والقوانين والمحميات، كما هو التمرد على معاهدات السلام التي لم تغفل منذ الأزل نابضًا بالحياة إِنسانًا، وطائرًا، ودابة، وحيوانًا في شريعة الحياة على الأرض لكل الخلق من قبل رب السماء..
أحرق «البريء» الفلسطيني في داره يلثغ أول أبجديات الحياة بين والديه، والناس فوق الأرض ترى، وتشهد، وتسمع بسرعة الضوء، والصوت ومعجزة النقل.، وما اجتمع برلمان، ولا انتفض حزب، ولا تكاتف منافحون، ولا اتخذ فعل غير الصوت، واللعب بالمصطلحات شفاهية..!
لا تزال نكبات البشر، والحجر، والطير، والزرع، وما نطقت بأمر ذي بال في حق البشر المنكوبين ضمائر المتفوهين بحماية الحيوان، المبالغين في ضميريتهم خشية انقراض فصائله النادرة..!
فإن لم تحرك الضمائر الأحداث القائمة في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وسواها فإن القيم المشاع عنها في سياسة الدول الكبرى زائفة لا خلاف...