محمد المنيف
لا شك أن لقيام الجماعات في الساحة التشكيلية المحلية دور في تحريك الساكن وإحداث جو من المنافسة، إذا علمنا أن من كان يقوم على إنشائها هم الفنانون أصحاب التجربة والحضور المبكر في الساحة، ويمكن لنا أن نأخذ الزميلين الفنان سعد العبيد مؤسس جماعة ألوان التي تجمع نخبة من الفنانين من مختلف الأجيال، ومن عدد من مناطق المملكة.. كذلك ما قام به الفنان علي الرزيزاء من تأسيس لجماعة الرياض بعضوية عدد من الفنانين في الرياض، مع بعض التجارب لفنانين شباب مثل الجماعات التي أُنشئت تباعاً في مختلف مناطق المملكة لا تتسع المساحة لاستعراضها.
هذه الجماعات مهما قلَّ أو زاد عدد المنتسبين لكل منها، وكما أشرنا لأهميتها لم تدم كثيراً ولم يعد للكثير منها وجود، فبقدر ما حظيت في بداية انطلاقتها باهتمام ومنافسة ولمّ شمل بعض الفنانين حققت خلال ذلك الحضور الفاعل بتألق دام فترة مسيرتها، إلا أنها أفلت وغاب ضوؤها، وقد يرجع هذا التراجع والتوقف لأسباب نعتقد أن منها عدم التوافق الفني وحتى الثقافي بين أفرادها، وعدم فهم وضوح أهدافها أو عدم تنفيذها على الوجه الذي أُسست من أجله تلك الجماعات، فتحوّلت إلى أهداف أخرى بين منافسة لمثيلاتها بعيدة عن تطوير قدرات منسوبيها، أما الأهم والأشهر في بعضها فهو في سوء الإدارة وعدم قيامها بإعداد برامج دورية توزع على مساحة الموسم لتدفع الأعضاء للإنتاج وتقديم الجديد وخطط للعمل ويمكن القول، واعتباره أحد أهم أسباب أُفول وغياب وتوقف الجماعات وهو شح الدعم.. الذي دفع بالبعض لتحميل الأعضاء تغطية معارض الجماعة مما دفع البعض للانسحاب.
والحقيقة أننا لو وضعنا بعض تلك الجماعات إن لم يكن غالبيتها تحت مجهر البحث وبما تلقيناه من آراء بعض أعضائها حينما نطرح عليهم السؤال عن غياب جماعتهم، فإننا نرى ونسمع أن هناك تفاوتاً في مفهوم الجماعة أو المجموعة، خصوصاً في مثل هذا الجانب الثقافي الذي يحتاج إلى عمق الدراسة عند إنشاء مجموعة، وأبرز ما يمكن الارتكاز عليه هو تقارب الثقافة ووجود قواسم مشتركة في أساليبهم وفي عيهم بأهداف مجموعتهم ووضع سبل تحقيق تلك الأهداف، وفي حال استثناء هذا التقارب فإن الأمر الآخر يتعلق بقدرة من يدير الجماعة أو المجموعة على تماسكها واستمرارها من خلال بحثه عن الدعم ومد جسور التعاون مع قطاعات تتولى تبني معارض المجموعة وبناء روح العمل الجماعي بتوزيع المهام، لا أن تكون الإدارة أو التعامل من طرف واحد بعيداً عن روح التشاور.
نختم بالقول إن لتلك المجموعات أو الجماعات التشكيلية ما جعلها في ذاكرة الساحة، نجزم أنها لو واصلت حضورها فستكون رافداً مؤثراً.