أمل بنت فهد
ليس من الصعب أن تقرأ خارطة الشر إذا بدأت وتيرة الأحداث بالتسارع كأنما توهمنا بالتخبط.. وسبق أن حدث ما أشرت إليه في مقال «دماء القديح..علمينا» والمنشور بتاريخ 27مايو2015م.. عن الشراسة المتوقعة في الضربات القادمة «وبما أن الأهداف الإجرامية لداعش تداخلت وتخبطت، فمرة ضد السنة ومرة ضد الشيعة، فإنها منحت العالم الخارطة التي تحلم بها.. والعبث الذي تقوم به بين حين وحين تشتيت ومحاولة لإنهاك الدولة السعودية.. واستفزاز سافر لإقحامها في الحرب شمالاً.. لتكون صحوة بقية الخلايا النائمة شرسة وعنيفة» وقبلها أشرت بأن «صحوة الخلايا النائمة» قد حانت..وقريباً ستكون مساجد السنة أهدافاً.. فما يحدث الآن ضربات تبدو عشوائية لكنها ليست كذلك.. هي إصابة الأطراف قبل اقتحام القلب والإجهاز على الهدف.. فما هو قلب الإسلام الذي يمكن من خلاله إصابة العالم بهزة عنيفة غير متوقعة؟
التفكير به موجع ويقطع الأنفاس.. لكنه ممكن وغير بعيد في مخطط يرى أن جزيرة العرب بداية الخلافة والقوة بمعية قوة السلطان.. قوة النفط التي تتحكم بالعالم.. فماذا يحدث إن كان الهدف الإجرامي الكبير هو قبلة المسلمين.. المسجد الحرام أو مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام!؟
إما أن دولة الشيطان ستتبرأ من تفجيره.. لكنها ستضرب الدولة السعودية والعالم الإسلامي في مقتل.. وستجد مبرراً لبداية الحشد والزحف الطاحن لحماية المقدسات الإسلامية.
وإن تبنت التفجير كعادتها.. فإن فتوى ملتوية ستكون ذريعة يلوحون بها أمام الإمعات أتباعهم.. وستكون سبباً لهز ثقة العالم بالحماية السعودية.
تنظيم الإرهاب يرى جزيرة العرب حلماً وحقاً.. وإن ابتعد عنه أو تباطأ.. فهو بلا شك أخذ من التاريخ ومن الدين ومن الحاضر.. وصنع منها خلطة التبعية والتخدير التي تجعل الانتحار شرفاً في عيون مجانينه.
أسـأل الله أن أكون مخطئة هذه المرة.. وأن يحمي الجميع من شر الإرهاب والدمار.. وأن يغفر لمن قضوا نحبهم ظلماً وعدواناً.. وأن يعين الدولة السعودية على حماية الحجاج والمعتمرين.. وأن يحدث ما يغير موازين الحاضر ويقلب السحر على الساحر.. وينتهي هذا الكابوس المظلم.