رقية الهويريني
استمتعت بمشاهدة لقطة فيديو تظهر فيها إحدى الفتيات وهي تقوم بالدفاع عن نفسها ضد شاب حاول التحرش بها في مكان عام، وتمكنت الفتاة التي تتقن الكاراتيه والتايكوندو من غلبة ذلك الشاب، رغم قوّته ومحاولته التمكن منها، لكنها صدته وقهرته!!
وتُعد رياضة التايكوندو فناً قديماً من الفنون القتالية في كوريا الجنوبية، وقد طوَّرها الكوريون للدفاع عن النفس بسبب كثرة الحروب، وصعوبة الحياة، وشح الأسلحة. وهي رياضة تشبه الكاراتيه والكونغ فو، ولكنها تتفرد ببعض الحركات القتالية التي تميزها عن غيرها من أنواع الرياضة المختلفة، وتعتمد بالأساس على استخدام الأرجل خاصة الركلات العالية والطائرة، ويُلجأ للأيدي بصورة أقل كاللكمات وضربات الكوع.
ويعتمد أسلوب هذه الرياضة على الفكر والجسد معاً، حيث يستخدم العقل في التحكم البدني، مع ضبط النفس والثقة والتركيز وتحمل المسؤولية، لذلك تعتبر أفضل طريقة عرفها الإنسان الأعزل للدفاع عن نفسه ببراعة، فهي تمنح القوة والنشوة لأنها تُعد ردّ فعل سريع، مما يعزز الثقة بالنفس والشموخ.
ورياضة التايكوندو تناسب الفتيات في ظل الأخبار المستمرة عن تعرضهن للتحرش من قِبل بعض الشباب المستهتر والذي يستهين بالمرأة وينظر لها بدونية ويقلل من قدرتها الجسدية، ولا تؤثر التايكوندو سلباً على أنوثة المرأة المبنية بالأساس على شخصيتها وطبيعتها الداخلية، وليس بالضرورة أن تكون المرأة ضعيفة لنقول إنها أنثى! وعليها تعلّم التايكوندو والتدرب عليه ليس لكونه مجرّد حركات رياضية وحسب! بل هو تجربة حياة مثيرة. حيث إن فنون الدفاع عن النفس تساعد بالحصول على مزيد من الثقة والحفاظ على اللياقة البدنية، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
وعموماً النشاط البدني يوفر للإنسان متعة وسعادة، ويولد شعوراً مريحاً (بدنياً وعقلياً). فالتايكوندو تُشعر المرء بالعلاقة الحميمة مع جسده والانسجام مع الآخرين والبيئة السليمة المحيطة. ومن خلال هذه الرياضة يمكن السيطرة على الخوف والقلق وتحقيق الهدوء والسكينة في الحياة، واليقظة وتحكيم العقل، ومواجهة المشاكل بحزم وروية بعيداً عن اللامبالاة، وكذلك تحمل المسؤولية وتقبل نتائج القرار، مع ضرورة المثابرة والصبر وعدم اليأس والإحباط حين مواجهة الفشل مرة واحدة، بل المحاولة لتحقيق الأفضل في المرات القادمة.
وللتايكوندو فلسفة وأخلاقيات كالأدب والتواضع والنزاهة والشرف مع المثابرة والصبر والانضباط، وكذلك احترام الذات والشجاعة والتضحية.