رقية الهويريني
يسرد الشاب الألماني المسلم (إبراهيم) تجربته في الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي وكيف جرى تجنيده في أحد مساجد (فولفسبورج) وبداية انخراطه بسؤال أحد الأشخاص له: «كيف يمكنك النوم بسلام، بينما يفتك الجوع بشباب المسلمين، وتغتصب النساء؟ ستذهب للجحيم إذا وافتك المنية في أوروبا ولست في مدينة إسلامية». وليته أجاب على السؤال المطروح عليه باستجواب منطقي: وأنت أيها السائل لِمَ تبقى في بلاد الكفر ولا تذهب هناك لتفجّر بنفسك؟! وليته أجاب على السؤال باستفهام مسكت: وهل انضمامي لذلك التنظيم سيشبع الجوعى ويمنع اغتصاب النساء؟! ولو كان ذا لُبٍّ لأدرك أن داعش جوّعت الأطفال واستباحت النساء وقتلت الرجال!!
وإبراهيم شاب يبلغ من العمر 26 عاماً، ضمن 700 شخص ألماني انضموا لداعش من الجنسين. وقد أحبطت السلطات العراقية هجوماً له كان يعتزم تنفيذه، ثم انشق عن التنظيم بعد مرافقته لمصابين إلى مستشفى تركي، وعاد إلى بلاده وهو متهم أمام محكمة ألمانية بالانضمام لمنظمة إرهابية، وقّع لها على إقرار بأن يكون انتحارياً.
وفي المحكمة بدا إبراهيم حزيناً ونادماً وهو يقول «لقد سقطت في الأيدي الخاطئة» وحذّر الشباب المندفع والمتحمس من الانضمام للتنظيم، الذي يضع المنتمي إليه أمام خيارين، إما أن يكون مقاتلاً أو انتحارياً، فالموت هو مصيره المحتوم. وقال عنها «إنها تجذب الشباب من خلال وعودها بإنشاء مجتمع إسلامي ضخم، لكن الأمر لا يعدو مجرد وهم، فداعش في الواقع مرادف للوحشية».
وسمحت السلطات الألمانية لصحيفة «زيودويتشه» بإجراء حوار معه لتأثير مثل هذه المقابلات على الشباب لأنها تشكّل ردعاً للباقين وتبعث رسالة مفادها «أن الصورة التي تحاول داعش جذب شباب جدد للانضمام لها من خلال شبكات الإنترنت ليست صحيحة».
وفيما جذب تنظيم داعش ضحيته الألماني باستدرار عاطفته نحو الجوعى واغتصاب النساء وتخويفه من موته في بلاد الكفر؛ يجتذب السعوديين بالمال والسبايا من النساء والسكن! وهو ما ذكره المجرم الذي قتل خاله، المنتحر عبد الله الرشيد في إحدى تغريداته بتويتر، حيث يقول (نبي نتزوج، ومرتب شهري محترم، وسكن ملك، وسيارة وسداد ديون، ومكافأة بعد نهاية الحرب) وهو شاب لم يتجاوز عمره 19سنة!
وفيما عاد إبراهيم الألماني لبلده بحثاً عن الأمن والسلام؛ قتل عبد الله الرشيد خاله الذي احتضنه وفجّر بوطنه الذي ضمه. فليته فكّر بفضل خاله عليه، وبرّ بوالدته، وحمد الله على الأمن، وصبر حتى ينهي تعليمه الجامعي فيتخرّج ويتوظّف فيملك المال والسكن ويتزوّج ويعيش مستقراً. ولكنه أغضب ربه وعقَّ بأمه وقطع رحمه وخان وطنه!!