عبد الله باخشوين
.. إعلام دول مجلس التعاون الخليجي.. إعلام ناجح وقوي.. سواءً بشقه الحكومي.. أو بمؤسساته الأهلية والفردية.
ونشير منذ البداية إلى أننا بكلمة ((إعلام)) نعني أجهزة الإعلام المرئي تحديداً من قنوات تلفزيونية حكومية وفضائيات شبه مستقلة.. تمول عن طريق ((الإعلان)) وبعض الدعم الحكومي.. غير أن زخم وقوة الإعلام الخليجي لا يعني أنه يقوم بكل شيء.. لأن هناك الكثير مما هو مطلوب من وسائل إعلام دول مجلس التعاون كعمل مشترك.. يدعم الأدوار المستقلة لإعلام كل بلد خليجي.
ولتوضيح ما نريد أن نصل إليه نبدأ من ((أستراليا)).. حيث لابد أن يلاحظ من يزور أستراليا ويتابع - بثها التلفزيوني..أن هناك تنوعا كبيرا في سياسة البث التلفزيوني تهدف لتقديم خدمات خاصة لمعظم الجاليات المهاجرة والمقيمة.
هذة الخدمات تتمثل في تقديم برامج ونشرات أخبار بلغاتها ومنها الصينية والهندية والعربية.. فعلى سبيل المثال تبث نشرة أخبار كل يوم اثنين باللغة العربية بالتعاون مع تلفزيون دبي.. خصص جزءاً منها لأخبار النشاطات المحلية.. ثم العربية بشكل عام بما في ذلك أخبار كرة القدم.
وبالعودة لما نريد أن نذهب إليه نقول:
إن آفاق التعاون بين وزارات إعلام دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج لاعتماد سياسة التبادل الإعلامي فيما بينها.. أعتقد أنها يمكن أن تدعم العلاقات الإعلامية والإنسانية.. وتسهل الكثير من صيغ تبادل المعلومات من جهات موثوقة تقدم إضاءات رسمية وفنية وثقافية وسياحية وإرشادية مختلفة.. هذا التعاون أو التبادل يقوم على التنسيق المتكامل فيما بين دول المجلس.. والهدف منه أن تقدم كل مؤسسة تلفزيونية حكومية وبشكل دوري وثابت - وليكن شهريا مثلاً - ساعة بث تلفزيوني تقوم باعتماد تلفزيونات دول المجلس الأخرى.. وهي رسمية وموثوقة وشاملة.. وعلى سبيل المثال.. ينتج تلفزيون المملكة العربية السعودية ساعة بث تشمل أهم نشاطات القيادة السياسية خلال شهر وأهم الإنجازات الاقتصادية والمحلية وأخبار الحج وإرشاداته.. ومواسم الاعتمار والزيارة للحرمين الشريفين.. وتشمل بقية النشاطات الموسمية في الثقافة والفن والرياضة والسياحة وغيرها.. وتقوم بإرسالها لكل دول مجلس التعاون لاعتمادها في موعد محدد شهرياً.. وتقوم تلفزيونات عُمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين بإنتاج ساعات مماثلة تعتمد بثها التلفزيونات الأخرى.
مثل هذا التبادل - في حال الالتزام بمواعيد بثه - يؤدي دوراً هاماً لكل مواطني دول مجلس التعاون.. لأنه يقدم مادته عبر مصادر إعلامية معتمدة يمكن أن تضيء وتضيف وتصحح وتمد المواطن العادي في كل دولة بمعلومات مفيدة عن البلد الآخر تشمل مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.. وهذا سيكون عملاً إيجابياً لطبيعة الشراكة وأصر التلاحم والمحبة والإخاء بين أبناء هذه الدول التي أصبحت تنقل مواطنيها في مختلف أنحاء الجزيرة العربية أكثر سهولة وتواتراً.. وأصبحت بحكم القوانين التي سنها المجلس.. ذات أسس متعددة تقوي صلات النسب والقربى والمصالح التجارية مما يجعل مثل هذة الخدمة الإعلامية.. ذات أهمية إيجابية لكل مواطني وسكان المملكة والخليج.
نعلم أن هذا لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة.. وأنه يحتاج إلى دعم من قادة دول المجلس ووزراء إعلامه.
لكنها فكرة - ربما تستحق وضعها على بساط البحث لامتصاص هذا الصخب الإعلامي الذى يقدم لأبناء الخليج خليط عجيب من الأخبار التي ليست حسنة النوايا دائماً.. ويعرفهم بجوانب كثيرة من بلدانهم بطريقة - ربما لا يمكن معرفتها.. نتيجة هيمنة المسلسلات والبرامج الترفيهية.. وتركيز كل دولة على أمورها الخاصة التي كرست وسائل الإعلام الحكومي لإضاءتها.