سليمان الجعيلان
للعام الـ (13) على التوالي وصحيفة «الجزيرة» تقدم خدمة جليلة للرياضيين والمتابعين والمهتمين بلغة الأرقام التي ميزتها لدى المتعقلين بها، ومشكلتها عند المتأزمين منها أنه لا مجال فيها للمجاملة أو المجادلة فهي عادلة ومنصفة مع الجميع، حيث إن لغة الأرقام تعطي كل ذي حق حقه فتنصف المجتهدين والمتميزين وتكشف المقصرين والمتخاذلين، عنوانها الرئيس الصدق والمصداقية وفضح الأرقام الوهمية وتعرية الظواهر الصوتية!!..
وحيث إن لغة الأرقام هي لغة العصر الحديث والعالم الجديد فقد بات تقرير الجزيرة السنوي الذي يعده ويجتهد في تقديمه الزميل المتميز عبد الله المالكي من الوثائق المهمة والمراجع الأساسية في دراسة ومناقشة أداء الاتحادات والأندية الرياضية في كل موسم رياضي، ولاسيما أن التقرير يستقي معلوماته وأرقامه من واقع السجلات الرسمية في الاتحادات الرياضية الذي فيه كشف حساب شامل لعمل وحصاد جميع الأندية السعودية وفي كافة الألعاب الرياضية، لذا لا مجال فيه للاجتهاد أو العاطفة كما يتوهم أو يعتقد المتأزمون مع البطولات والإنجازات الهلالية.
اللافت للنظر والمثير للتساؤل هو غياب اللجنة الأولمبية السعودية طوال السنوات الماضية عن مواكبة ومسايرة تقرير صحيفة الجزيرة السنوي المهني والعلمي والتثقيفي في حصر ورصد إنجازات وبطولات الاتحادات والأندية، وبالتالي تقوم اللجنة الأولمبية بتكريم المتفوقين والمتميزين والبارزين وكذلك مكافأة وتحفيز الإداريين المجتهدين والمثابرين والجادين في خدمة الرياضة السعودية في المنافسات المحلية أو المسابقات الخارجية التي بالتأكيد سوف تنعكس آثارها الجيدة والمفيدة على نتائج المنتخبات الوطنية في المشاركات الدولية، ولكن وبكل أسف تخلت اللجنة الأولمبية عن القيام بدورها المهم والحيوي في خلق روح التنافس بين اللاعبين والإداريين في الألعاب الفردية والجماعية في الأندية وواصلت غيابها أو (تغيبها) بطريقة غريبة ومريبة، الذي أتمنى وأرجو ألا يكون خلف هذا الغياب القسري للجنة الأولمبية عن هذا الكشف السنوي للأندية والاتحادات الرياضية هو سطوة وسيطرة نادي الهلال عليه وتفرده فيه في البطولات.
عموماً وبعيداً عن تجاهل اللجنة الأولمبية السعودية لهذه الزعامة الهلالية السنوية المعتادة أزعم أن تصدر وتفرد نادي الهلال بصدارة البطولات على مستوى جميع الأندية السعودية لم تكن القضية الأولى التي يخسرها المتأزمون مع الهلال واجزم أنها لن تكون الأخيرة، لأن الهلال والهلاليين ببساطة اعتادوا على التعامل مع منافسيهم من خلال لغة الأرقام الصادقة والقاصمة التي هي دائماً ما تنتصر وتنصف الهلال وتتحدث نيابة عنه وتدافع عن إنجازاته وتدحض شبهات خصومه في تشويه تاريخه وتكشف أكاذيب مناوئيه في تحريف أرقامه وإنجازاته.
مباراة السوبر والقرار المنتظر
10 أيَّام بالتمام والكمال تفصلنا عن انطلاقة الموسم الرياضي السعودي الجديد وطبعاً لا يعلو صوت فوق صوت المباراة الافتتاحية للموسم الرياضي المنتظرة بين فريقي الهلال والنصر في السوبر السعودي الذي أصر الاتحاد السعودي لكرة القدم على إقامته في العاصمة البريطانية لندن، وأصبح بعض أعضائه يطلقون التصريحات والتحذيرات للرياضيين والمشجعين السعوديين بضرورة الالتزام بأنظمة وقوانين الاتحاد الإنجليزي فيما يخص دخول المدرجات وعواقب التجاوزات، التي وحسب حديث المتحدث الرسمي في الاتحاد السعودي عدنان المعيبد أن جميع ما يحدث خارج محيط أرضية الملعب هو من مسؤولية الأمن الإنجليزي، أما ما يتعلق داخل أرضية المعلب فهو تحت مسؤولية وأنظمة ولوائح الاتحاد السعودي!!.. حقيقة لا أخفيكم سراً أنني كنت أُمَنِّي النفس بأن تكون مباراة السوبر بأنظمتها ولوائحها وتنظيماتها بل وكل تفاصليها تحت مظلة الاتحاد الإنجليزي الصارم والحازم بأنظمته وقوانينه العادلة والمتساوية مع جميع الأندية وكل الشخصيات الرياضية والاعتبارية، حتى يتحقق (حلم) أزعم أن الكثير من الرياضيين ينتظره ألا وهو منع رؤساء الأندية من الجلوس على مقاعد الاحتياط، لكي يتم القضاء على ما يمارسه بعض الرؤساء من فوضى داخل الملاعب انتشرت في السنتين الأخيرتين في الملاعب السعودية، وساهمت في التأثير على مسار البطولات المحلية!!..
السؤال الذي أطرحه على الاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين وهم يتقاذفون المسؤولية ويتهربون من إصدار منع جلوس رؤساء الأندية على مقاعد الاحتياط لماذا لا تكونوا مثل الاتحاد الإنجليزي في شدته وصرامته في وجوب تطبيق أنظمته التي ليس فيها تمايز وتباين في الشخصيات والقرارات؟!
لماذا لا تكونوا مثل الاتحاد الإنجليزي في قوته وحزمه في فرض احترام قوانينه بكل عدل ومساواة على الكبير والصَّغير؟!
والسؤال الأهم لماذا لا تستفيدوا وتتعلموا من التجربة الإنجليزية في كيفية منع جلوس رؤساء الأندية على مقاعد الاحتياط التي باتت ماركة مسجلة للمنافسات السعودية هي ما تميزنا ونتفوق فيها على المسابقات الإنجليزية!!.
نقاط سريعة
- ماذا يعني أن يقترح رئيس لجنة الحكام عمر المهنا على رئيس الاتحاد السعودي الاستاذ احمد عيد أن يعمل الخبير التحكيمي الإنجليزي هاورد ويب لوحده في دائرة التحكيم السعودي الناشئة حديثاً، وعدم تشكيل أعضاء لها بعد أن تم رفض الأسماء التي اقترحها عمر المهنا في البداية للعمل مع الإنجليزي هاورد ويب في الدائرة؟!!.
- يبدو أن العلاقات الشخصية لدى رئيس لجنة الحكام عمر المهنا طغت عنده على مصلحة التحكيم السعودي؛ لذا من الواضح أن المهنا لا يريد ولا يتمنى لدائرة التحكيم السعودي النجاح!!.
- الرياضة السعودية في اتجاه منحدر ومنزلق أخلاقي كبير إذا لم يتدارك مسيروها الوضع بسرعة؛ لأننا أصبحنا نسمع بكل صراحة عن مفردة الفساد فيها ونقرأ بكل وضوح عن قضية الاختلاس بها!!.. الله يستر من الجاي!!.