سليمان الجعيلان
مبادرات شخصية ومساهمات إِنسانية وأعمال خيرية ظهرت وانتشرت في السنوات الأخيرة في الرياضة السعودية بادر فيها بعض الأندية ولحق بها المؤسسة الرياضية وتفاعل معها الكثير من اللاعبين أظهرت رسالة الرياضة السامية عملياً وفعلياً، من خلال المشاركة في المسؤولية الاجتماعية والبرامج التطوعية، وعكست الصورة المشرقة لطيبة النفوس ودماثة الأخلاق الموجودة لدى بعض اللاعبين السعوديين الذين تميزوا وأبدعوا في توجيه رسائل مباشرة ومبسطة بين حين وأخرى للنَّشء والصغار عن أهمية وفضل بر الوالدين، من خلال إهداء البطولات لهم وإرجاع الفضل فيما وصلوا إليه من تميز وبروز إليهم، بل ويحرص البعض من اللاعبين على مكالمة والدته ليطلب منها الدعاء بالتوفيق والسداد قبل المباريات والأمثلة كثيرة في هذا الجانب، لكن أكثر ما لفت نظري واستوقفني منها هي طريقة لاعب الهلال نواف العابد بعد تتويج فريقه الهلال بكأس خادم الحرمين الشريفين في جدة عندما سأله المذيع لمن تهدي هذه البطولة الغالية قال نواف العابد بكل عفوية وتلقائية (اهديها لميميتي الله يخليها لي) في رسالة مؤثرة ونصيحة غير مباشرة ومعبرة لامست عقول المتابعين، ودخلت قلوب المجتهدين قبل المقصرين عن فضل الأم وعظيم اجر برها والإحسان إليها.
حقيقة مجتمعنا بحاجة ماسة لتكثيف مثل هذه الرسالة التلقائية والهادفة وتلك النصيحة العفوية والفعالة عن بر الوالدين من اللاعبين الذين عليهم مسؤولية كبيرة في زرع وتكريس القيم الإسلامية والعادات الحميدة في المجتمع السعودي، عن طريق نشر وانتشار وتكرار التصريح والتلميح بين حين وآخر عن بر الوالدين وأهميته في حياة المسلم ودوره في جلب المزيد من الخير والتوفيق والسداد للبار بوالديه في الدنيا والآخرة، ولاسيما ان لديهم - أي اللاعبين - تأثيرا قويا وكبيرا على تصرفات وممارسات وتقليعات المشجعين والمعجبين، لذا على اللاعبين ان يستوعبوا ويدركوا ان نصيحة واحدة صادقة ومؤثرة من لاعب جماهيري بالطريقة التي يجيدها ربما تدخل إلى عقول الشباب وتلامس شغف قلوبهم وتؤثر في نفوسهم أكثر من مائة موعظة تقليدية!!
باختصار الثقة كبيرة والآمال عظيمة في اللاعبين السعوديين خاصة الذين لم تأسرهم أضواء النجومية، ولم تغرهم شهوة المال وبريق الشهرة في تفعيل الفكرة واتخاذ نفس الخطوة، وابتكار أفضل منها في توجيه رسائل هادفة ومباشرة ومحفزة عن بر الوالدين وان يجعلوه شعاراً لهم في حياتهم وتحركاتهم وسكناتهم، لكي يتأثر بهم المعجبون من حولهم وان يطبقوه فعلياً في حياتهم الخاصة حتى يقتدي بهم الأبناء والأقرباء والمحبين لهم، ويجدوا أثره واقعاً ملموساً خلال وبعد مسيرتهم الرياضية خاصة إذا وضع اللاعب في ذهنه وفي مخيلته انه لن يهنأ بريال واحد من عقده ومكافأته إلا برضا والديه عنه. وختاماً قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (24) سورة الإسراء.
** ** **
معايدة:
عيدكم مبارك وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال وكل عام ووطني والأمة العربية والإسلامية وشعوبها بخير وسلام وأمن وأمان واطمئنان.