سليمان الجعيلان
أصدر المركز الإعلامي بنادي الهلال في منتصف شهر يناير من عام 2012 بيانا صحفيا كشف فيه عن الرسالة التي بعثها لاعب الهلال السابق احمد الفريدي إلى أحد الإداريين بنادي الهلال، وأفاد فيها بعدم رغبته في إكمال عقده مع ناديه والسماح له بالانتقال إلى أحد الأندية السعودية أو الخليجية بعد غيابه وابتعاده عن تمارين فريقه، بل وسفره إلى مسقط رأسه المدينة المنورة ومن ثم تجاهله لاتصالات رئيس نادي الهلال السابق الأمير عبد الرحمن بن مساعد العديدة له في تصرف بعيد عن الاحترافية والشعور بالمسؤولية لدى احمد الفريدي وبعض اللاعبين السعوديين الذين لا يجيدون ولا يطبقون من الاحتراف إلا المطالبة بحقوقهم والتقصير والتساهل في تأدية الواجبات التي عليهم!!
وقد ظهرت وانتشرت في الآونة الأخيرة نماذج وعينات عديدة في الأندية الكبيرة أمثال احمد الفريدي من اللاعبين الذين لم يكتفوا بأنهم لا يقدرون ولم يقدموا ما يوازي ما يأخذونه ويوقعونه من أموال طائلة وعقود باهظة، سواءً مع فرقهم أو في منتخب بلادهم بل لجؤوا إلى لي الذراع والتمرد على أنديتهم، كما حدث من لاعب النصر عبد العزيز الجبرين العام الماضي مع ناديه السابق الرائد، عندما (تمرد) على ناديه الرائد وتعمد الهروب عن تدريبات ومباريات فريقه المحلية، بل حتى في المشاركة الخارجية في البطولة الخليجية لناديه الذي اشتكى منه وتحدث عنه رئيس نادي الرائد السابق الاستاذ عبد العزيز المسلم صراحة لوسائل الإعلام وتحديداً للقناة الرياضية السعودية عن (اختفاء) اللاعب عبد العزيز الجبرين عن ناديه، وكما فعل نايف هزازي مع ناديه السابق الشباب الذي تلقفه واحتضنه وصبر على تجاوزته وسقطاته وإيقافاته المتكررة بعد أن لفظه وتنازل عن عقده ناديه الأول الاتحاد بثمن بخس، مع ذلك قابل نايف هزازي مواقف الشبابيين الرجولية والشجاعة معه بكل جحود ونكران، والسبب ببساطة هو فكر اللاعب السعودي الذي تطورت لديه أساليب الجشع والطمع، ونمت عنده طرق التلاعب بالأنظمة واللوائح بينما مستواه الفني ما زال في مكانه يراوح، بدليل عجز وإخفاق اللاعبين السعوديين في الاحتراف خارجياً بالطرق النظامية والمعروفة دولياً وليس على طريقة اللاعب سعيد المولد الذي وقع بمحض إرادته لنادي الاتحاد، لكن فجأة ومن دون مقدمات رفض الانضمام إلى الاتحاد بعد انتهاء عقده مع ناديه السابق الأهلي، وأصر اللاعب على موقفه غير آبه أو مكترث بالعقوبات التي قد تلحقه حتى بعد انتقاله للدور البرتغالي دون موافقة ناديه الاتحاد، مما يؤكد أن تمرد اللاعبين السعوديين على أنديتهم تحول إلى ظاهرة متفشية بينهم، كان آخرهم لاعب الأهلي وحامي عرينه عبد الله المعيوف الذي صدم الأهلاويين برفضه العودة لناديه والانضمام لتدريبات فريقه، ومساومة إدارة الأهلي عن طريق وكيل أعماله إما بالموافقة على طلب انتقاله أو اعتزاله اللعب، مما اجبر إدارة الأهلي على الموافقة على طلب اللاعب بشرط تقديم عرض للنادي الأهلي بنفس طريقة رضوخ إدارة الرائد على الموافقة على انتقال عبد العزيز الجبرين للنصر ونفس الحركة التي أُجبرت عليها إدارة الشباب المؤقتة على الموافقة على انتقال نايف هزازي للنصر!!
بكل صراحة ووضوح تتحمل لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم هذا العبث وهذه الفوضى في الاحتراف السعودي، لان ما يحدث من تزايد ظاهرة تمرد اللاعبين السعوديين على أنديتهم وتنامي حادثة تحريض اللاعبين على لي ذراع إدارات أنديتهم هو نتيجة سوء التعامل وضعف القرار في قضية تمرد عبد العزيز الجبرين على ناديه الرائد العام الماضي، وقد حذرتُ لجنة الاحتراف في مقال سابق بعنوان «حتى لجنة الاحتراف.. هذا كثير» من التساهل والتهاون في التعاطي والتعامل مع تلك الحالة، وكتبت بالنص (إن لجنة الاحتراف بتعاملها السلبي وقرارها الضعيف تجاه تصرف عبد العزيز الجبرين غير الاحترافي قد فتح بابا واسعاً لتهرب اللاعبين من أنديتهم، لأن أقصى عقوبة قد تلحقهم هي غرامة مالية..!!) وها هي لجنة الاحتراف تحصد اليوم ما زرعته ونمته من حشف وسوء كيل اللاعبين في تعاملهم مع أنديتهم، وتجني ما غرسته وكرسته من جشعهم المادي على حساب مستواهم الفني؛ لذا لجنة الاحتراف مطالبة أولاً بالشجاعة في مواجهة ومجابهة شريعة الغاب في تعاقدات اللاعبين والأندية، وثانياً في مناقشة قضية تمرد اللاعبين بكل وضوح وشفافية من خلال تسمية الأشياء بأسمائها وعلى حقيقتها ومن ثم التصدي لها لا الهروب إلى الأمام والالتفاف عليها والصد عنها!!.