رقية الهويريني
كانت بيانات وزارة الداخلية سابقاً تشير إلى القبض على بعض الخلايا النائمة التي تسعى لخراب البلاد ممن يعيثون فيها فساداً بتخطيطهم، إلا أن بقية الخلايا استيقظت حالياً ونشطت حتى قامت الوزارة بتفكيكها والكشف عن أدق مخططاتها، وبالتالي إحباط عملياتها الإرهابية المروّعة التي رسمها هذا التنظيم الضال.. وهذا يشير إلى يقظة وشجاعة رجال الأمن، وكشف خطط ونوايا الجماعات الإرهابية والتصدي لأعمالهم الإجرامية التي تنوعت وقسّمت مهامها ابتداء بتبني الفكر المتطرف وتكفير المجتمع واستباحة الدماء، ونهاية باستهداف رجال الأمن والمساجد والمواطنين من خلال عناصرها المنظمة التي تتولى بعضها إثارة الفتنة الطائفية، والأخرى رصد المواقع وغيرها تجهيز الانتحاريين.
وفي الوقت الذي يشعر المواطن فيه بالأمن والاستقرار، ويُبدي ارتياحاً نحو العمليات الأمنية الاستباقية المتتابعة التي انتهت مؤخراً بالقبض على ما يزيد على أربعمائة إرهابي ينتمون لداعش، فإنه يتساءل عن موقف وزارة الداخلية من بعض الوعّاظ الذين يتضح من كتاباتهم عبر حساباتهم في تويتر التسامح مع ذلك التنظيم الإجرامي، وتبرير أفعالهم ووصفهم بأنهم ليسوا سوى إخوة لنا!.. وتتفاجأ حينما تعلم أن منهم أحد الرموز الذين قدمتهم وسائل الإعلام المرئية في برامجها المتنوعة، وأنه ضمن أعضاء مركز المناصحة في وزارة الداخلية!.. مما يشير إلى أن قناعاته وطرحه وميوله الفكرية المنشورة تعطي انطباعاً بتشريع العنف وإجازته أو حتى قبوله!.. فكيف يمكن أن يكون فكر خريجي المناصحة، ومنهم هادي قطيم الشيباني المسؤول الأول عن الخلية التي مهمتها تصنيع الأحزمة الناسفة؟.. وفيما يغص تويتر بحسابات الدواعش، أفليس من المجدي معرفة من يدعمها، ومن يُثني على بعض مؤيديها؟! والتعاون الاجتماعي على التبليغ عن تلك الخلايا التي تنشر الفساد وتحرّض على الفتنة والقتل، وتغرّر بالشباب للانخراط في العفن الداعشي، وتلوث أفكارهم وتشوِّش على أولئك الذين انساقوا وراءها دون وعي وتفكير، أو توقُفٍ لمحاولة الإجابة عن السؤال المنطقي: لماذا لم يفجِّر البغدادي بنفسه أو يفعل ذلك بقية طواغيت داعش الكبار؟ وإن كان الهدف الجنة والحور العين، فلِمَ لا يتنافسون عليها؟
ويبقى التساؤل الأكبر: من أثَّر على فكرهم بالغلو في الدين؟
ومن أدخل بعقيدتهم ثقافة القتل والدمار؟
ومن أقنعهم أن الإرهاب هو الجهاد؟!