د. عبدالعزيز الجار الله
يأتي العيد هذا العام ونحن -بإذن الله- في أفضل مما كنا عليه عام 2010م موجة الربيع العربي الذي حول الوطن العربي إلى جزر متباعدة وهدد عرب المشرق والمغرب بجعلهم دويلات متناثرة، وزاد من أطماع من كان بيننا من قوميات صغيرة بالانفصال، ومن حولنا من جيران كانت بيننا نحن العرب وهم صراعات تاريخية، فظهرت أطماع كل من: الإسرائيليين، الفرس، الترك، الكرد، التركمان، الأمازيغ، الأحباش إرتيريا، يهود العرب، الطوائف المسيحية، وحتى المنظمات الإرهابية الحديثة (داعش والقاعدة وحزب الله وجبهة النصرة).
الملك سلمان - حفظه الله- أعاد للعرب هيبتهم التي سلبها الربيع العربي وما قبل الربيع، أعاد للعرب عروبتهم وللمسلمين ما فقدوه من كرامة بأن تتحول العواصم الإسلامية التاريخية إلى ممرات للآخرين.
بشائر عودة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن والمكلا وحضرموت إلى الشرعية في حكومة اليمن أيام العيد، وعودة بعض الوزراء إلى جنوب البلاد التي اختطفها الحوثي وميليشيات علي صالح يؤكد سلامة موقف السعودية الشجاع من ضرورة عودة اليمن إلى الشرعية الدولية التي قررت إيران أن تكون اليمن قاعدة إيرانية في بحر العرب، ومستوطنة فارسية في جزيرة العرب قبل أن يفشلهم الله بتدخل القوات العربية من أجل إجهاض المشروع الفارسي.
بدأ العالم يستوعب أن خطر داعش والقاعدة وحزب الله المدعوم من إيران خطرًا حقيقيًا على دولهم وشعوبهم وثقافتهم وأن خطر هذه المنظمات لن يبقى محصورًا في المساحة الجغرافية للعرب، لن يبقى طويلاً في شرق المتوسط ستصل كرة نار الإرهاب إلى أوروبا عبر بوابة الشمال الإفريقي، وان خطر داعش سوف يهدد الاقتصاد الدولي في سلعته الإستراتيجية نفط الخليج وليبيا لأن داعش تسارع لاحتلال المدن النفطية.
عودة الشرعية الدولية واندحار إيران في اليمن وسورية وربما عودة بعض القوة للعشائر في العراق، ونجاح الاتفاق في ليبيا دليل على بشائر جديدة يتلقاها الوطن العربي بعد ربيع عربي كاد يعصف به ويحول دوله إلى أوضاع أسوأ مما كانت عليه الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية في الربع الأول من القرن العشرين عشية نهاية الخلافة العثمانية وتقسيم الدول العربية بين دول الحلفاء المنتصرة، إذن هناك روح جديدة نتلقى بشائرها مع عيد هذا العام.