د. عبد الله المعيلي
يستطيع الملاحظ لسلوك الإنسان في مختلف مراحله العمرية، أن يميز بسهولة بين سلوك الإنسان السوي، وسلوك الإنسان المضطـرب، يستطيع أن يميزه عقلياً ونفسياً واجتماعياً، بل وفي كل مكونات شخصيته الأخرى، ويعد التكوين الفكري والحالة النفسية من أسهل تلك المكونات وأوضحها، من حيث إمكان التعرّف.
وليس بخاف أهمية التنشئة الاجتماعية في تمكين الناشئة من المشاركة الحرة في إبداء الرأي، وحق التفاعل مع المثيرات، وحق الاعتراض والرفض والقبول المسوغ، بدلاً من الإملاءات من طرف واحد، والتي ولدت شخصيات مكبوتة خانعة سهلة الانقياد، تبحث عن أي متنفس يسمع لها، ويسمح لها بالتعبير عن بعض طموحاتها لذا غالباً ما يفوز من يعرف كيف يداعب رغبات الشباب، ويساير طموحاتهم، وشيئاً فشيئاً يقودهم إلى ما يخرجهم من رتابة ما يعانون منه، ويزيّن لهم ما يداعب مشاعرهم الجامحة، ومن ثم يزج بهم في مواقف يتعذَّر الخروج منها، لكونها تخالف المعارف الضحلة التي سبق أن كونها في بيئته التي هو غير راض عنها.
قال ابن كثير: ثم خرجوا يتسلّلون وحدانا، لئلا يعلم أحد بهم فيمنعهم من الخروج، فخرجوا من بين الآباء والأمهات، والأعمام والعمات، وفارقوا سائر القربات، يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم، أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسماوات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر والذنوب الموبقات، والعظائم والخطيئات، وأنه مما يزيّنه لهم إبليس وأنفسهم التي هي بالسوء أمارات، وقد تدارك جماعة منهم بعض أولادهم وقراباتهم وإخوانهم فردوهم ووبخوهم، فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنهم من فر بعد ذلك فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة، البداية 10-581
هذه مقولة لابن كثير - رحمه الله- في القرن السابع يصف فيها هرولة الشباب وراء الخوارج دون إذن من والديهم وذويهم، الحال نفسها تتكرر اليوم، يخرج أحدهم من بيت والديه خلسة، متسللاً مثل اللص، لا يأبه لمشاعرهم، ولا يعترف بحقوقهم، وقبل أن يصل الأبناء إلى هذه المرحلة يجب أن تكون العين واسعة على سلوكاتهم وأقوالهم وهناك جملة من مؤشرات التطرف وعلاماته تتطلب من أولياء الأمور يقظة وفطنة منها (منقول):
* اتهام الآخر بالكفر والضلال.
* تكفير الحكومات ورجال الأمن واستحلال قتلهم.
* التحريض ضد جماعات مخالفة في الدين أو المذهب.
* انتقاد العلماء وتكفيرهم وتفضيل علماء متطرفين عليهم.
* هجرة المساجد لكون الخطيب أو إمام المسجد معيناً من قبل الحكومة وموالياً لها.
* الفرح بالعمليات الإرهابية للجماعات المتطرفة واعتبارها انتصاراً لله وللرسول.
* اعتبار ضلال الفئات المخالفة لمعتقده سبباً كافياً للقتل بجميع الوسائل.
* اعتبار دعوات التعايش مع الآخر المختلف مؤامرة على الإسلام وتهديداً له.
* التشدد تجاه أهله خاصة النساء.
* اعتبار مناهج الدين الحكومية متساهلة ومفرّطة في نقل الدين الصحيح.
* الشعور بالغربة وترديد ذلك كثيراً على لسانه.
* لبس الملابس المختلفة عن مجتمعه كالعمامة أو اللباس الأفغاني.
* الاحتساب والإنكار غير المنضبط والمخالف لفتاوى العلماء.
* انتقاص النجاحات العلمية والنظرية التي يحققها المجتمع.
* التعلّق بالكرامات وخوارق العادات والمنامات.
* إهمال الدراسة أو العمل والعزلة عن أسرته وأصدقائه.
* التعامل مع الآخرين بحذر مبالغ فيه.
علامات سهل ملاحظتها، المهم يقظة الآباء واتخاذ القرار المناسب قبل الخروج.