د. عبد الله المعيلي
كانت أحلام المد الصفوي الإيراني وردية، وكانت غبية عمياء شرهة، غر شياطين الصفوية هيمنتهم في العراق، وهذاءات صنيعتهم «حسن نصر» الببغاوية في لبنان، وانتصاراتهم المزعومة في سوريا، فانفتحت شهيتهم إلى التهام اليمن وبسط نفوذهم هناك، مستثمرين الشجرة الحوثية السرطانية الخبيثة التي غرسوها في ربوع اليمن السعيد، فتبدلت سعادة اليمن شقاء، وحال الناس إلى بؤس وخوف وقتل وتشريد، وظنوا واهمين أن معاداتهم المزعومة، وشعاراتهم الجوفاء التي يرفعونها لإلهاء العامة ضد إسرائيل وأمريكا قد صدقت.
وازدادوا غرورًا على مظنة أن بوقهم في لبنان حسن نصر قد نجح في تضليل الرأي العام العربي حيث هرول في البداية خلفه السواد الأعظم من قصيري النظر على اعتبار أن حسن زعيم المقاومة والممانعة، وما علم أولئك حقيقته البشعة، وما تخفي عمامته السوداء زادها الله سوادا وظلمة، من تضليل وخداع، وكذب وافتراء، وتزوير وقلب للحقائق، وتلاعب بمشاعر الناس وآمالهم وأحلامهم.
نعم علا صوت هؤلاء الشياطين في لبنان العزيز، لبنان الذي لا أحد ينكر إطلاقاً أنه بلد سبق الكثير من الدول العربية حضارياً وثقافياً، وأن الرجل اللبناني يتمتع بالكثير من السمات الأخلاقية العالية جداً، حيث تبدو جلية في حديثه وعلاقاته وتعامله، لا يمل الحديث معه، بل يأنس السامع للهجة اللبنانية ويطرب لسماعها، بطبيعة الحال لم تتكون هذه السمات في اللبنانيين من فراغ، بل نتاج اتصالهم وتواصلهم مع ثقافات أخرى محترمة، مع تنشئة وتربية ملتزمة بالقيم والأخلاق العربية الأصيلة.
لبنان منارة الثقافة، ودور النشر والمكتبات، وتلقي العلم والمعرفة، وإصدار الكتب على اختلاف توجهاتها الفكرية، بلد المناظر الخلابة، والهواء العليل، بلد التسامح والتعايش بين الأطياف كلها الفكرية والمذهبية، السياسية والاجتماعية، لبنان الذي طالما أسر خيالات المحبين، وجذب المصطافين.
لبنان المؤدب الهادئ الحالم، تغيرت حاله، وتصدر المشهد فيه والصورة أقزام لا وزن لهم ولا قيمة، زخمة أفواههم، بذيئة ألسنتهم، سيئة طباعهم، خشنة ألفاظهم، متجهمة وجوههم، إنهم وإن كانوا ثلة قليلة، إلا أنهم شوهوا الصورة الجميلة للبنان، حصل التشويه بعد أن هيمن مخلب القط الصفوي سيء الذكر حسن نصر على المشهد في لبنان، فخلا له الجو فصار يبيض أمساخاً مشوهة من البغال أشباه الرجال.
وعلى الرغم من كثرة جعجعة حسن وأبواقه ونعيقهم، إلا أنه سرعان ما أدرك أولئك المغرر بهم المخدوعون من سذج الأمة العربية خواء تلك الجعجعة، و أدركوا وبوضوح مدى زيف الوهم الذي هرولوا وراءه، واستيقظوا من أحلام اليقظة التي طالما دغدغت هذه الشرذمة مشاعرهم بها، وتبين لهم أن حسن وإعلامه خارج الإطار الزمني للأمة العربية، وبالتالي لم يعد أحد يلتفت لهم، أو يسمع لقولهم، بل تبين أنه كلما زادت هذاءات حسن نصر، ازداد بعداً عن محيطه المجتمعي الذي ينتمي إليه، والأجمل من هذا أن محيط حسن المجتمعي أدرك بعد عقود من هذاءاته الجوفاء، وادعاءاته الكاذبة أنه مجرد أداة غبية تنفذ ما يمليه ملالي إيران ومعمميها عليه، فهو أداة مجوسية غريبة عن هموم الوطن العربي وشجونه، بل إنه يتلاعب بمشاعر الناس ويدغدغها كي تستمر إيران الصفوية في تمرير مشروعها المجوسي ونشره في البلدان العربية.
إن الأيام القادمة حبلى بالمزيد من صراخ حسن نصر وعويله وآلامه، كيف لا وهو يتجرع سم الهزائم في سوريا، وتكاثر نعوش جيف مرتزقته الهلكى على ثرى سوريا المجاهدة، والحال نفسها يواجهها مرتزقته في اليمن السعيد، فمهما تظاهر حسن بالصبر، فالأمة أقدر وأصبر على مقاتلته ودحره ومن ثم رميه في مزبلة التأريخ.