فقد الأحبة
أنا بنت عمري 16 منذ موت جدي الله يرحمه وأنا أعيش بقلق وخوف, أخاف أفقد أمي ولا أبوي مثل ما راح جدي.. وربي في الليل كلما جيت أنام دموعي على خدي وأدعي أقوم الصبح وألقاهم حولي يا ليت يا دكتور هالقلق والخوف يروح عني.. ياليت تلقى لي حل, والله يعافيك ويجزاك خير دنيا وآخره.
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
أسأل الله أن يغفر لجدك، وأن يجمعنا جميعاً بأحبتنا في مستقر رحمته، وأما عن الفراق في هذه الحياة فهو أمر لازم وصفة ملازمة للبشر في هذه الحياة, والعيش الدائم والذي لا يعرف فراق في الجنة - بإذن الله -.
كُتب الموتُ على الخلقِ فكم
فلَّ من جيشٍ وأفنى من دول
إن ما تعانين منه أختي الفاضلة صدى لفقد الجد, فعندما يضع الموت يده على أحد أحبائنا فلا تسل عن حجم الألم وعظم الهم وطول الليل.
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
والبشر كلما عظم حبهم لأحد تعاظم خوفهم واشتد قلقهم من فقده ولكن عزاؤنا وما يسلينا هو ذكر الله الذي تطمئن به القلوب وتسكن معه الأرواح المضطربة وأن تتضرعي لله بأن يحفظ لك والديك وأن يرعاهما بعنايته واحرصي كل الحرص على برهما والقيام بشؤونهما ما أمكنك ولسوف يتوارى هذا القلق المزعج مع ترسخ مفهوم أن كل شيء في هذه الدنيا إنما يكون بعلم الله وتقديره ونحن جزعنا أو لم نجزع فأمر الله نافذ ولا تملك قوى العالم بأسره رده.
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع!
احرصي على صلاة الوتر قبل النوم وداومي على الأوراد وانشغلي بالقراءة قبل حتى يداهمك النعاس حتى لا تجعلي فرصة للوساوس السلبية أن تنال منك.