تبني فكرة رابطة الملك عبدالعزيز يحمل عمقاً إستراتيجياً نحن بأمسِّ الحاجة إليه في ظروفنا الحالية والمستقبلية ">
الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
رحب خبير العمل الإسلامي الأستاذ الدكتور صالح بن محمد السنيدي أستاذ التاريخ الأندلسي المدير السابق للمركز الإسلامي الثقافي في مدريد، وفي ملقا بإسبانيا بخريجي الجامعات السعودية من غير السعوديين، وبالمقترح الذي اقترحته «الجز يرة» لتوطيد أواصر الصلة بين الجامعات السعودية وخريجيها من غير السعوديين وتبادل المعارف والخبرات معهم، وتحمل اسم (الملك المؤسس عبد العزيز) - رحمه الله - كرابطة إسلامية عالمية.
ومن منطلق الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ومواصلة ذلك بربطهم ببلاد الحرمين الشريفين وتوثيقها في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، استمراراً لما بدأه الملك المؤسس وأبناؤه في رعاية أبناء الأمة الإسلامية في شتى أنحاء المعمورة.
وقال: إن هذا هو واجبنا الديني تجاه إخوتنا في الدين ومن هم بحاجة إلى دعمنا ومساندتنا خصوصاً ونحن في بحبوحة من العيش نحمد الله عليها، وديننا ولغتنا يستحقان منا الدعم المادي والمعنوي.
وعن تنفيذ هذه الفكرة، يرى د. السنيدي أنَّ سوق العمل الخيري رائج وفرسانه مستعدون لتبني مثل هذه الرؤى ولا يحتاج منا على الصعيد الرسمي سوى التوجيه والمتابعة وتخفيف القيود المشددة على مثل هذه المشاريع، وأنه بغضِّ النظر عن الواجب الديني، فإن في تبنِّي هؤلاء عمقاً إستراتيجيّاً نحن بأمسّ الحاجة إليه في ظروفنا الحالية والمستقبلية، وخرِّيجونا هم أبناؤنا يدينون لنا بالولاء على ما بذلته الدولة في سبيل تعليمهم ونفقات إقامتهم وسفرهم طيلة سنوات الدراسة، لذا فهم سفراء النوايا الحسنة لبلادنا، وعلينا أن نمدّ حبال التواصل والدعم والمساندة لهم ليكونوا سفراء محبة وسلام ومقترح الرابطة هو السبيل لتنفيذ مثل هذه المقترحات.
واستطرد خبير العمل الإسلامي أنه مثلما هي المملكة قبلة المسلمين في صلواتهم فهي مهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم في كل حين، ومع افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة واستهدافها لأبناء المسلمين في العالم الإسلامي، تحقق حلم كان يراود الكثيرين منهم، فتوافدت أعداد ليست بالقليلة، ومع تخصيص الجامعات السعودية الأخرى لمقاعد دراسية في أقسامها لهذه الفئة، زادت الفرص، وأصبح هناك أعداد تتخرج كل عام من جامعاتنا منهم من يعود لبلاده ليمارس العمل في مجال تخصصه خصوصاً خريجي الأقسام الدينية والعربية، وهناك فئة تفضل البقاء بيننا للبحث عن العمل.
وقال د. السنيدي: لقد التقيتُ بعضاً من هؤلاء الخريجين داخل المملكة وخارجها، وتعاملت مع بعضهم وأستطيع القول جازماً إنهم متميزون خصوصاً خريجي الأقسام الشرعية واللغة العربية، ولهم قبول حسن لتمكنهم وتميزهم عن غيرهم، لذا يجدون الترحيب في غالب الأحيان في الأوساط التي يعملون فيها، مشيراً إلى أن موضوع الرابطة المقترح ليس جديداً على صعيد الجامعات ولا الدول، سواءً في أمريكا أو أوروبا، ويتأكد إذا كان هناك هدف لهذه الرابطة وليس ترفيّاً، وحبذا لو قُسِّم على حسب القارات، مثلاً: خريجو جامعات المملكة في أفريقيا، آسيا،... إلخ، ويكون الهدف واضحاً في تبني هذه الفئة وتوجيهها ومساعدتها في الحصول على عمل ودعم الناجح منهم، ودعم مشروعه إذا كان يخدم تخصصه ويفيد مجتمعه، خصوصاً في مجال علوم الشريعة من فقه وتوحيد ونحوها أو اللغة العربية، هذه التخصصات التي تحتاجها المجتمعات الإسلامية.
وأكد د. السنيدي أنه يجب أن تلتفت هذه الرابطة لتلك الفئة من الطلاب التي آثرت البقاء والعمل في غير اختصاصها في سوق العمل السعودي، وذلك بإيجاد المنح العملية في بلادها، فخريج العلوم الشرعية ينتدب إماماً أو داعياً بين ناسه وأهله ليكون مشعل خير ويحقق الهدف من قبوله للدراسة منذ البدء، وخريج أقسام اللغة العربية يوجه لبلاده مع دعمه المادي حتى يؤدي الغرض الذي جاء من أجله، وهكذا الأقسام الأخرى.