فهد الحوشاني
أحياناً أجد العذر لمن يكرهون الفن ويحذرون منه؛ فما يعرض في الأفلام والمسلسلات العربية، وحتى المحلية، في غالبه غير منصف! ولقد كُتب في ذلك الكثير من المقالات، التي أشارت إلى أن تناول شخصية المتدين في الغالب هو تناول يتجاوز حدود التناول الفني المعتدل!
والكارهون لم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية إلا وتتناولهم بالسخرية، وكأن ليس فيهم ما يمكن أن يكون مادة تلفزيونية إيجابية، ولا يوجد فيهم سوى أخطاء يتم تجسيدها بأسلوب كاريكاتوري منفر! ولم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية تنتصر لهم، وتضع المبضع على الجرح، وليس على كل الجسد! لم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية عن دور الشيخ والإمام، تتناوله بشكل محترم، وتعزز من دوره في المجتمع الذي نحتاج إليه في هذا الوقت المليء بالتحديات الخارجية! بل إن كثيراً من الناس العاديين يشعرون بالامتعاض من بعض الحلقات التلفزيونية التي تمتلئ بالألفاظ السيئة، وتقدم القيم السلبية، وتروج لها، وتمتلئ بالسماجات والإسفاف بدعوى الكوميديا! لقد حازت مسلسلاتنا المحلية (الرمضانية) قصب السبق في تقديم مشاهد بلا مبرر فني، ويأخذ المشهد دقائق عدة من الحلقة، وكأنها حلقة (وثائقية) وليست دراما تلفزيونية! وظهر ذلك في السنوات الأخيرة عندما تصدى للإنتاج التلفزيوني فنانون تسيدوا الساحة الفنية، يصممون محتوى الحلقة بحسب ثقافتهم ووعيهم! وإذا كنا نحارب الطائفية والمناطقية وكل مرض يفتت المجتمع ويهدم وحدته فعلينا أن نتساءل عن أثر تناول المتدينين بهذا الأسلوب المبالغ فيه! فليس من الوطنية الاستمرار في حفر الخنادق وبناء الأسوار بين المتدين والإنسان العادي، بين المتدين والشباب، بين المتدين والفن! بمعنى أكثر تحديداً: جعل فئة تسخر من فئة أخرى، وهذا - بلا شك - يحشر الطرف الآخر في زاوية! وقد شاهدنا كيف كانت بعض ردود الأفعال من بعض المتدينين، التي جاءت مبالغاً فيها بسبب حلقة تلفزيونية لم تُكتب بوعي ولا باتزان! وردود الأفعال واستفزاز هذه الشريحة ستجعلهم يقفون موقفاً معارضاً للفن وأهله، فهل هذا هو ما يسعى إليه أهل الفن؟! إن صورة الفنان المشوهة في المجتمع هي في غالبها نتيجة لما يقدمه الفنان من أعمال.
ولعل بنظرة إلى واقع الحال سنجد أننا بين فريقين متلاكمين في حلبة كبيرة، أحدهما يستخدم الشاشة، والآخر يستخدم المنبر ووسائل التواصل الاجتماعي!! ولكن ما نتيجة هذا الصراخ والصداع السنوي على المجتمع ووحدته! على المجتمع وقيمه وهويته؟! ما نتيجة هذا على صورة المتدين الذي هو الأب والأخ والخال والعم والإمام، وغيرهم!؟! وهل المفترض تشويهها أم تعرية بعض تصرفاتها!؟ لماذا صورة المتدين تظهر بشكل مبالغ فيه بل إظهاره بصورة منفرة وبلحى مبعثرة وثياب قصيرة جداً، مع أن هناك الآن مطاوعة (مودرن)، لا يمكن منافستهم في ملابسهم ولا مشالحهم أو أطيابهم ولا سياراتهم.. ليس دور الفن أن ينفر شريحة من المجتمع من أخرى؛ فهذا ضد التلاحم الوطني، وضد التعايش الذي نريد! وبحسب رأيي، فإن التعايش من المواضيع المهمة والحساسة، التي لا يمكن التعرض لها والعبث بها في حلقة تلفزيونية ترفيهية!
لننتقد المتدينين كما ننتقد غيرهم، ولكن بأسلوب راق وبعيد عن المباشرة والتجريح والاستهزاء!
والكارهون لم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية إلا وتتناولهم بالسخرية، وكأن ليس فيهم ما يمكن أن يكون مادة تلفزيونية إيجابية، ولا يوجد فيهم سوى أخطاء يتم تجسيدها بأسلوب كاريكاتوري منفر! ولم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية تنتصر لهم، وتضع المبضع على الجرح، وليس على كل الجسد! لم يشاهدوا يوماً حلقة تلفزيونية عن دور الشيخ والإمام، تتناوله بشكل محترم، وتعزز من دوره في المجتمع الذي نحتاج إليه في هذا الوقت المليء بالتحديات الخارجية! بل إن كثيراً من الناس العاديين يشعرون بالامتعاض من بعض الحلقات التلفزيونية التي تمتلئ بالألفاظ السيئة، وتقدم القيم السلبية، وتروج لها، وتمتلئ بالسماجات والإسفاف بدعوى الكوميديا! لقد حازت مسلسلاتنا المحلية (الرمضانية) قصب السبق في تقديم مشاهد بلا مبرر فني، ويأخذ المشهد دقائق عدة من الحلقة، وكأنها حلقة (وثائقية) وليست دراما تلفزيونية! وظهر ذلك في السنوات الأخيرة عندما تصدى للإنتاج التلفزيوني فنانون تسيدوا الساحة الفنية، يصممون محتوى الحلقة بحسب ثقافتهم ووعيهم! وإذا كنا نحارب الطائفية والمناطقية وكل مرض يفتت المجتمع ويهدم وحدته فعلينا أن نتساءل عن أثر تناول المتدينين بهذا الأسلوب المبالغ فيه! فليس من الوطنية الاستمرار في حفر الخنادق وبناء الأسوار بين المتدين والإنسان العادي، بين المتدين والشباب، بين المتدين والفن! بمعنى أكثر تحديداً: جعل فئة تسخر من فئة أخرى، وهذا - بلا شك - يحشر الطرف الآخر في زاوية! وقد شاهدنا كيف كانت بعض ردود الأفعال من بعض المتدينين، التي جاءت مبالغاً فيها بسبب حلقة تلفزيونية لم تُكتب بوعي ولا باتزان! وردود الأفعال واستفزاز هذه الشريحة ستجعلهم يقفون موقفاً معارضاً للفن وأهله، فهل هذا هو ما يسعى إليه أهل الفن؟! إن صورة الفنان المشوهة في المجتمع هي في غالبها نتيجة لما يقدمه الفنان من أعمال.
ولعل بنظرة إلى واقع الحال سنجد أننا بين فريقين متلاكمين في حلبة كبيرة، أحدهما يستخدم الشاشة، والآخر يستخدم المنبر ووسائل التواصل الاجتماعي!! ولكن ما نتيجة هذا الصراخ والصداع السنوي على المجتمع ووحدته! على المجتمع وقيمه وهويته؟! ما نتيجة هذا على صورة المتدين الذي هو الأب والأخ والخال والعم والإمام، وغيرهم!؟! وهل المفترض تشويهها أم تعرية بعض تصرفاتها!؟ لماذا صورة المتدين تظهر بشكل مبالغ فيه بل إظهاره بصورة منفرة وبلحى مبعثرة وثياب قصيرة جداً، مع أن هناك الآن مطاوعة (مودرن)، لا يمكن منافستهم في ملابسهم ولا مشالحهم أو أطيابهم ولا سياراتهم.. ليس دور الفن أن ينفر شريحة من المجتمع من أخرى؛ فهذا ضد التلاحم الوطني، وضد التعايش الذي نريد! وبحسب رأيي، فإن التعايش من المواضيع المهمة والحساسة، التي لا يمكن التعرض لها والعبث بها في حلقة تلفزيونية ترفيهية!
لننتقد المتدينين كما ننتقد غيرهم، ولكن بأسلوب راق وبعيد عن المباشرة والتجريح والاستهزاء!