فهد الحوشاني
انفض المولد على غير المتوقع.. حفلة السمر المستمرة على مدار الساعة توقف بثها، الشاشة تلبست السواد والحداد على مشروع في اليمن هذه المرة، وكان يؤمل منه كثيراً! ولكن قبيل الفجر داهم المحتفلين هديرطائرات الحزم، فالرأي هو ما تراه لا ما تسمعه.
المحتفلون وبنفس الأزياء والإيقاعات انقلبت حفلتهم من هتافات وفرح إلى بكاء ولطم!! نفس الحناجر التي كانت تطلق زغاريد الفرح شرقت بدموعها! كان الألم لا يحتمل والمصيبة أعظم من كل تصور! لقد كانت الخطة تسير كما هو متوقع، ادعاء بالتفاوض فاحتلال صنعاء ثم انقلاب على الرئيس والحكومة ووضعهم تحت الإقامة الجبرية والبدء بالتهام ما تبقى من المدن اليمنية! كان كل شيء يسير بحسب الخطة التي تم إعدادها في إيران! لكن قبيل الفجر، هبت العاصفة، لقد بلغ السيل الزبى، وقع الخبر عليهم وقوع الصاعقة أو وقوع عاصفة الحزم الأمر سيان! ليحل محلها اللطم والصياح الذي سمعناه من طهران ومن زعيم الضاحية وحق لهم أن يلطموا فالمشروع الرابع يتهاوى أمام أعينهم واليمن ينتفض ولم يعد المشروع الإيراني فيه إلا حلماً من أحلام اليقظة! فإذا كانت إيران قد استولت على العراق بعد تسليمه لهم من قبل أمريكا مقابل صفقة تتكشف تفاصيلها يوما بعد يوم والخافي أعظم! وإذا كانت أيضا قد تمكنت من سوريا بمساعدة النظام الحاكم، وإذا كانت تغلغلت في لبنان بسبب ضعف البلد وارتباكه حتى تمكنت من زراعة نبتة شيطانية أسمتها (ظلماً وعدوانا) حزب الله! فهذا الحزب لا يشبه اللبنانيين من قريب ولا من بعيد، لا بفكرهم وثقافتهم وفنهم وأدبهم ولا بسياستهم! إنه نبت مولود خارج الرحم اللبناني، قد تكون أمه لبنانية ولكن أبوه في طهران! كان لبنان العربي الإسلامي والمسيحي منارة للعلم، كان يصدر الثقافة والفن والأدب إلى خارج الحدود فأصبح بفضل حزب الله يصدر الإرهاب والقتل لجيرانه السوريين وغيرهم وتحت أنظار حكومة عطلتها إيران وشلت حركتها، فمقاومة إسرائيل تقتضي هدم لبنان وتعطيل التنمية فيه، وبقاءه بدون رئيس وبدون جيش قوي! فمادام حزب الله يملأ كل فراغ، فما الحاجة لجيش وطني ومادام يوجد الزعيم العظيم حسن فما الحاجة إلى وجود رئيس للبنان!! فهو يتحدث ويصرح أكثر من أي مسؤول لبناني، يقدم نظرياته ويتباكى على مصالح العرب وهو إيراني الهوى، يتبرأ منه ومن ميوله كل شيعي عربي! لقد ابتلي عالمنا العربي بالمليشيات والمجاميع الإرهابية التي تعطل وتفتك بالدول ووحدتها وتزعزع الأمن فكان حزب الله هو المليشيا الأقدم والنموذج الأوضح بلا منازع! لقد كانت له الصدارة والسبق على كل المليشيات السنية والشيعية! وهو الزعيم الروحي لكل المليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن! إذا اشتكت منها مليشيا تداعى لهماصر الله بالبكاء واللطم والصياح. أيها العرب المخدوعون بإيران وبحزب الله! احفظوا عروبتكم من النار الفارسية التي ستأكل الأخضر واليابس، فليس لكم في النهاية إلا مجتمعاتكم العربية وأوطانكم تفاهموا مع مجتمعاتكم بالحسنى وبالحوار البناء الذي يحفظ لكم الود والأخوة في الدين والوطن، وانتبهوا فلم يكن الأجنبي يوما أصدق وأخلص للعرب من العرب فيما بينهم!