فهد بن جليد
هذا الأمر تشهد به (وكالات السيارات) التي جعلت الناس تنتظر عروض رمضان وتخفيضاته، بشغف أكبر، حتى إننا في إحدى السنوات كنا نعتقد أن هناك إصداراً (خاصاً برمضان)، عندما يتم طلاء بعض أطراف السيارات التي تُباع في رمضان (بطلاء ذهبي)!
فيما بعد عرفنا أنه لا علاقة بين هذاء الطلاء، وشهر رمضان، بدليل أنه موجود في الدول المجاورة في أشهر أخرى من السنة، ولكن زبون رمضان عندنا (أكثر بركة)!
هذه الخصوصية (المُباركة) تمتد للمواد الاستهلاكية والغذائية، فرغم أننا نتوقف عن الأكل والشرب لنحو (15) ساعة يومياً، إلا أن التنافس (الإعلاني الشرس)، والخوف من الجوع، وحب التملك، والمشاكل النفسية، والبُخل، هي من أطلقت العنان لدى البعض للسباق على الشراء في المولات والأسواق، بل إن معظم ما يتم شراؤه في هذا الشهر، يكفي لمؤنة (شهرين مُتتابعين) وهنا البركة!
مُجمل الأعمال الدرامية الفنية في رمضان الحالي - لا تقل بركة - فهي تدل على أن هامش (الجرأة) على حرمة الشهر الفضيل تزداد عاماً بعد آخر؟!
لا يحلو (الرقص)، و(هز الوسط) إلا في مسلسلات رمضان؟ تقول إحدى الفنانات في ردها على الانتقادات التي طالتها هذا العام (أنا مُش عارفة، هو - حيتذاع - في رمضان، وإلا لا، أصلنا مُش متأكدين)؟!
لا أعرف هل الجمهور (عاوز كذا)؟ أم المُخرج هو اللي (عاوز)؟ وإلا فيه (حد ثاني)؟ (عايز، وعاوز) في ذات الوقت؟ ارتباط الإنتاج الفني (بشهر العبادات) فقط، كان مقبولاً في عصر الإنتاج المتوازن، الذي يُراعي (حُرمة رمضان)، بمسلسلاته التاريخية، والترفيهية (البريئة) و(المُحتشمة)، أما اليوم فقد باتت الفضائيات العربية تتنافس على (التعرّي), وكأن رمضان شهر مُلتهب (للتسوّق والترفيه)؟!
الأمر اختلط حتى على (الصائم)، فلم نعد نفرّق بين السفر للعمرة والسفر للتسوّق؟ أحدهم غيّر وجهته من (العُمرة) في العشر الأواخر وشراء ملابس العيد من جدة، إلى التسوّق في (دبي مع العائلة)، لأن الحجز كان مُتوفراً، والأسعار أرخص، وفي كلٍّ (بركة)!
ونعم (الزبون).. اللهم إني صائم!
وعلى دروب لخير نلتقي.