أمل بنت فهد
بما أن الصدقة تفقد فعاليتها بالمنة والأذى.. فإن الحقوق عندما تتحول إلى هبات وعطايا وتكرماً.. فإنه العار عندما يتفاخر بعباءة الفضل الواسعة على نحوله المخزي.. وأكثر جملة يمكنها أن تترجم سطحية المفاهيم.. لحظة تعدد الأم أو الأب على الأبناء بطولات الولادة والحماية والعطاء والتربية.. وترفع في وجه الأبناء على أنها منة وأفضال.. يفترض أن يقابلونها بالامتنان والعبودية المطلقة.. فماذا تمنون عليهم بالله عليكم؟ وأي إجابة تنتظرونها منهم!
حتى الحيوان بانعدام تعقله.. يحمل ويلد ويحمي إلى أن يشتد عود صغيره ويعتمد على نفسه.. فكيف تنسبون أحداثاً طبيعية إلى جهودكم الشخصية.. فما نفختم روحاً ولا ربيتم لقيطاً.
وامتداداً لهذه المفاهيم الكارثية.. فإن التركيز بقي مسلطاً على حقوق الوالدين.. وقاربت التعجيز في معاييرها.. وما بين أثر المنة الذي يذبح الكرامة بشفرة صدئة.. واستحالة الوصول لمستوى مقبول للبر والإحسان والطاعة.. وغياب حقوق الأبناء عن الساحة.. فإن العلاقة بين الوالدين والأبناء باتت أمام حواجز لا يمكن تجاوزها.
ولنتحدث بالمنطق وإن بدا قاسياً.. فالطفل خُلق نتيجة متعة ولإشباع غريزة الأمومة والأبوة.. بمعنى إكمالاً وإشباعاً.. ولو حرمت منه فأنت ناقص. واسألوا العقيم عن معنى الحياة دون طفل.. لذا لا تخرج لهم وجه المنان الحنّان.. ذاك الوجه الذي فقد الحياء.. حتى لا تشوه صورتك وتسقط نفسك بنفسك من عرش الوالدية الوثير.
تعاملوا مع أبنائكم على أنهم هدية القدر.. وفرحة العمر.. وطمأنينة الروح.. واحرصوا على أن يصلهم هذا الشعور قولاً وفعلاً.. فما أبشع أن يشعر الابن أنه خطيئة وثقل وثمن.. يؤخذ بالحب ما لا ينتزع بالقوة.. فإن لم يشعر ابنك بأهمية وجوده بحياتك.. فلا تنتظر منه نجاحاً أو براً أو احتواء.. تلك الأمور نتيجة لأمر واحد.. الحب ولا شيء سواه.. دعه يعلم أن خطأه سلوك لا يهز قيمته كإنسان.. إياك ثم إياك أن تمنح حباً مشروطاً بطاعتك وتنفيذ مشيئتك.. فأنت هنا تحوله من حر إلى عبد.. ومن فارس إلى جبان.. ومن كريم إلى لئيم.
تذكر المتع والمشاعر التي أشبعت بوجود هذا الابن وتلك الابنة.. كلما راودتك نفسك لتتفاخر بواجباتك على أنها منحة.