جاسر عبدالعزيز الجاسر
قبل أيام تناول الدكتور خالد الدخيل في مقالته الأسبوعية في «الحياة» تناقضات وتبريرات فهمي هويدي، الكاتب المصري الذي يمتطي جواد الدفاع والمناكفة عن النظام الطائفي الفارسي في إيران.
الدكتور خالد الدخيل فنَّد آراء هويدي، وفق منهج أكاديمي إعلامي اعتدنا عليه من قبل الباحث السعودي الذي يحتكم للأسس العلمية، وهو نهج أقرب للحياد العلمي، وهدفه هو خدمة الحقيقة، ومثل هذا النهج لا يُصح مع كاتب (مرتزق) مهما أُعطي من هالة الشهرة المصطنعة التي أُسبغت على فهمي هويدي الذي اشترته المخابرات الإيرانية منذ الأيام الأولى لانقلاب خميني، وعززت ارتباطه بنظام ملالي إيران بالمصاهرة.
وفهمي هويدي الذي يحلو للبعض أن يصفه بالكاتب الإسلامي، وهو ما يجعله يدعي بأنه يدافع عن الإسلام والمسلمين، في حين لا يعدو أن يكون (محامياً مفضوحاً) عن التشيع الفارسي.. وأقول التشيع الفارسي لأنه يطيق الحديث الطيب عن العرب، وقد سمعته شخصياً في إحدى الجلسات في أسطنبول التي كان يحضرها للمشاركة في الملتقى العربي التركي.
سمعته يقلل من قدرة العرب على النهوض ومواجهة أعدائهم، وأن المهمة الآن يجب أن تتولاها إيران التي يقودها علماء الأمة ممن تعتلي رؤوسهم العمائم.
هويدي في تلك الجلسة والتي كان بعض حضورها من الكتَّاب والصحفيين المصريين والعرب، استرسل في الحديث عن ملالي إيران الذين يرى فيهم المنقذين الجدد، وفي ثنايا كلامه أساء كثيراً لعلماء العرب ومفكريهم، ومع أن المشاركين في الجلسة حاولوا لجمه وتخفيف اندفاعه في الميل للعنصريين في قم وطهران، إلا أن الرجل واصل لغوه مما أدى إلى انسحاب عدد من الحضور، وهو الانسجاب نفسه الذي اتخذه عدد كبير من القراء الذين كانوا يتابعون ما يكتبه فهمي هويدي في الصحف المصرية، وكانت بعض الصحف العربية تنشر له متزامناً مع نشر الصحف المصرية، إلا أن الصحف العربية توقفت عن ذلك، في حين اقتصر نشر دفاعه عن النظام الطائفي في إيران في صحيفة واحدة لا أرى أنها ستستمر في ذلك إلا إذا حصلت على نسبة مما يقبضه من أجر جراء الدفاع عن القابعين في قم وطهران.