جاسر عبدالعزيز الجاسر
من الكويت إلى فرنسا مروراً بتونس، ازداد جنون الإرهابيين الذين استمرؤوا قتل الأبرياء الذين جلهم من المسلمين في يوم الجمعة الفضيل، وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك.
الحصيلة الأولية للتفجير الانتحاري في مسجد الإمام الصادق بدولة الكويت في حي الصوابر وسط مدينة الكويت 23 مصل، وهو جامع يرتاده أهل السنة والشيعة معاً، إلا أن الإرهاب لا يهمه هذه الوحدة الإسلامية، فهدفه الفتنة، ولذا اختار جامعاً يحمل اسماً يشكِّل رمزاً للشيعة بهدف إحداث فتنة بين المسلمين في دولة الكويت، الإرهابي اختار الصفوف الأولى للمصلين لإحداث أذى لأكبر عدد من المصلين، وفعلاً تسبب في قتل 23 مصل في حصيلة أولية وعشرات المصابين.
الكويتيون الذين عرفوا بقوة تلاحمهم هرعوا جميعاً إلى الجامع المستهدف بالعمل الإرهابي، وكان الشيخ صباح الأحمد الصباح أول الواصلين إلى الجامع، ثم تبعه جميع الوزراء والمسؤولين، ورئيس مجلس الأمة وأعضاء المجلس الذين توجهوا بعد ذلك إلى مقر المجلس لعقد اجتماع طارئ، وعقدت الحكومة الكويتية اجتماعاً آخر، فتوحد الكويتيون جميعاً، وبدلاً من أن يؤدي هذا التفجير الإرهابي إلى شق صفوف الكويتيين فإنه وحدهم وزاد من صلابة وحدة الشعب الكويتي الذي يتعرض مثل غيره من الشعوب العربية والإسلامية إلى استهداف إرهابي إجرامي هدفه خلق فتنة بين السنة والشيعة. وقد أوضحتُ في سلسلة مقالات في الأسبوع الماضي عن صنع الفتنة لشق صفوف الأمة الإسلامية وتفتيت القوة الإسلامية.
وتنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن مسؤوليته عن الجريمتين الإرهابيتين في الكويت وليون، إحدى أدوات القوى العدوة للأمة الإسلامية التي أوكلت إليه صنع الفتنة وإيجاد المبرر لخلق الفرقة بين المسلمين.
فبالله عليكم كيف يزعم تنظيم إسلامي على تنفيذ جرائم إرهابية موجهة حصراً إلى المسلمين، وفي أماكن يرتادها المسلمون لأداء الصلاة، في المساجد والجوامع، وحتى في أيام الجمع، وفي شهر رمضان المبارك!!
أي فسق وإجرام هذا، ومع ذلك نجد من يدافع عن هذا التنظيم الذي أوجد وأُنشئ للقيام بدور التفرقة والفتنة بين المسلمين.
الكويت التي نالها ما نال شقيقاتها من الدول الإسلامية قبل ذلك، كالمملكة العربية السعودية ومصر وتونس، ستظل صامدة في وجه كل محاولات الفتنة بين المسلمين، وستتجاوز هذا الاستهداف الإرهابي الذي يجب أن يجد مواجهة جماعية منظمة من جميع الدول الإسلامية، وأن لا يجامل أحد دولة أو شخصيات يدعمون هذا التنظيم الإرهابي، إذ إن تنظيم داعش الإجرامي لم يأت من فراغ ويهبط علينا من السماء، فلابد من جهات دولية ومنظمات استخبارية تدعم هذا التنظيم الإرهابي الذي ينفذ مخططات أعداء الأمة الإسلامية باتجاه دول المنطقة العربية، وعلينا أن نبحث عن المستفيد من هذه الأعمال الإرهابية والذي يوظفها لخدمة مخططاته.
اليوم الكويت وقبلها السعودية ومصر، وسوف تتبع هذه الدول دول أخرى ما لم نبادر إلى فضح الدول والجهات التي تغذي هذا التنظيم، والذي ينفذ مخططاً لنشر الفوضى والفتنة في المنطقة. وبما أننا نعرف من يسعى إلى هذا المخطط فعلينا أن نواجهه بكل شجاعة ووضوح لحماية منطقتنا ودولنا.