سعد الدوسري
تُوفيت الأمريكية جيرالين تاليي، أكبر معمّرة بالعالم، عن عمر يُناهز 116 عاماً يوم الأربعاء الماضي، بعد أسابيع قليلة من احتفالها بعيد ميلادها. وكانت تاليي، المولودة في 23 مايو 1899، قد أصبحت عميدَ البشرية في مطلع أبريل، خلفاً لأمريكية أخرى. وبعد وفاتها ستنتقل «عمادة السن» إلى سوزانا موشات، الأمريكية أيضاً، حيث ستحصل على لقب أكبر معمّرة في العالم، وهي مولودة في 6 يوليو 1899، ولا يزال الرقم القياسي لأطول عمر للإنسان مسجلاً باسم الفرنسية جان كالمان التي توفيت عام 1997 عن عمر يُناهز 122 عاماً و164 يوماً.
وبهذا المقياس العلمي، يتضح أننا أمام حقيقة تختلف عن الحقيقة السائدة من قبل، والتي تُؤكد أن الرجل هو الذي يقصّر عمر المرأة، من خلال تنكيده عليها في النهار والليل، وجعلها لا تقر ولا تستقر في أعمال البيت وتربية الأولاد وملاحقة مزاج الزوج المتقلِّب المتطلّب، وفي الزعيق على العاملة المنزلية وإرغامها على التعلُّم بسرعة في كل ما له علاقة بالطبخ والنفخ والغسيل والكوي.
ولكي نتعامل علمياً مع هذه الحقيقة الجديدة، فيجب علينا إما أن نغيِّر من نظرتنا التقليدية السابقة عن علاقة المرأة بالرجل، وأن يكون هو المسكين المغلوب على أمره، أو أن نعتبر المرأة كائناً «مطنشاً» من الدرجة الأولى، لا تلتفت إلى فنون التنكيد الرجولية، بل تزحلقها بطريقة فنية، وتتفرّغ للاستمتاع بالحياة، بل وللتعمير فيها!