اعتماد برنامج بميزانية مستقلة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء ">
الجزيرة - سلطان المواش:
أكد لـ«الجزيرة» وكيل وزارة الزراعة المتحدث الرسمي الدكتور خالد الفهيد أن الوزارة تنبهت لخطر سوسة النخيل الحمراء والذي يهدد ثروة النخيل في المملكة حيث أعدت الخطط والبرامج لمكافحة هذا الخطر الذي ظهر عام 1407في القطيف وانتقل منها إلى عدد من مناطق المملكة.
وأضاف الدكتور الفهيد في حديثه لـ»الجزيرة»: أن وزارة الزراعة دعمت المديريات الزراعية بعدد من الوظائف ووفرت المستلزمات والاحتياجات اللالزمة لمكافحة السوسة وبذلك عمل فريق لأعمال الإزالة والرش وعلاج هذه السوسة بوضع مصائد فرمونية واعتماد البرامج بميزانيات مستقلة خاصة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وتشكيل عدد كبير من فرق المكافحة والمجهزة بالمعدات والمبيدات والفنيين وإصدار النشرات والارشادات والرسائل في الاذاعة والتلفزيون والمنع الكلي لاستيراد النخيل وأجزائها من الخارج.
وقال إن سوسة النخيل الحمراء تصيب النخيل بكافة أنواعها من نخيل الزيت ونخيل جوز الهند وبعض أنواع نخيل الزينة ولكنها تفضل نخيل التمر، وذلك لملاءمة أنسجة جذع النخلة لحياة الحشرة من حيث درجة الليونة والمكونات الغذائية، فيما تسمى بالحمراء نظرا للون الحشرة الكاملة المائل للاحمرار كما أنها تسمى بالهندية أو الآسيوية نظرا لموطنها الأصلي في الهند ودول شرق آسيا. أما منشأها فهو بالهند منذ أكثر من مائة عام وتنتشر في قارة آسيا ودول الخليج العربي وبعض الدول الأوروبية، واكتشفت في المملكة بداية في المنطقة الشرقية بمحافظة القطيف عام 1407هـ الموافق 1986 ثم انتقلت الى محافظة الاحساء عام 1413هـ بعدها انتشرت في معظم مناطق المملكة.
وأشار الدكتور الفهيد إلى أن لوزارة الزراعة جهودا كبيرة في مكافحتها سوسة النخيل الحمراء بالمملكة حيث تنبهت الوزارة لهذا الخطر الكبير الذي يهدد ثروة النخيل في المملكة، وقامت بإعداد الخطط والبرامج لمكافحة هذا الخطر الذي يتمثل في «السوسة الحمراء» التي ظهرت في عام 1407 في القطيف ومنها إلى عدد من مناطق ومحافظات المملكة وازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مما استوجب مضاعفة الجهود للمكافحة هذا الخطر, لذلك دعمت المديريات والفروع مؤخراً بعدد من الوظائف التي تم تعيين عدد من الموظفين عليها في فروعها المنتشرة في المملكة ووفرت من المستلزمات والاحتياجات اللازمة لمكافحة هذه السوسة، وهذا الدعم من شأنه أن يسرع وتيرة استكشاف الإصابات وعلاجها وعملت المديريات بدورها تخصيص فريق لأعمال الإزالة والرش وفريق يقوم بوضع المصائد الفرمونية وخدمتها, واعتماد برنامج بميزانية مستقلة خاصة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء ، وتكوين أقسام مستقلة في المديريات مدعومة بالكوادر البشرية والإمكانيات، و تشكيل فرق للاستكشاف والإزالة، و عقود إزالة النخيل المصاب، وتشكيل عدد كبير من فرق المكافحة والمجهزة بالمعدات والمبيدات والفنيين ، وإصدار عدد كبير من النشرات الإرشادية والملصقات والرسائل الإذاعية والتلفزيونية والأفلام، والمنع الكلي لاستيراد النخيل وأجزائها من خارج المملكة.
وبين الدكتور الفهيد أن وزارة الزراعة تهتم بالأبحاث في مجال مكافحة السوسة وسلوكيات الحشرة كما يتم دعوة عدد من الخبراء من الدول التي توجد بها الإصابة للاستفادة من خبراتهم الاستعانة بالخبرات المحلية في الجامعات السعودية وغيرها، والتعاون بين الوزارة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لتمويل البحوث المتعلقة بالآفة، وتطبيق المكافحة المتكاملة بجوانبها المختلفة الكيماوية والميكانيكية والحيوية والتشريعية ، والاشتراك في تنفيذ مشروع المكافحة الحيوية بمحافظة القطيف التي تبنته المنظمة العربية، وعقد العديد من الدورات التدريبية وورش العمل للفنيين والمزارعين في مختلف مناطق المملكة، والقيام بزيارات متبادلة لمختصين بمكافحة السوسة بين المناطق ودول الخليج العربي وغيرها، إقامة عدد من المنافذ المراقبة على الطرق الرئيسية لمنع تسرب الشحنات غير النظامية للنخيل بين المناطق، والسعي لتفعيل الحجر الزراعي الداخلي بالتعاون مع الجهات المختصة وتطبيق العقوبة المالية على مخالفي النظام،كما أن هناك توصيات عامة لتوعية المزارعين لمحاربة سوسة النخيل الحمراء و تساعد في الاكتشاف المبكر هي الفحص الدوري للمزرعة من قبل المزارع، إزالة الفسائل المزدحمة حول النخلة الأم، وتكريب النخيل التي تحتاج إلى تكريب، وإخبار مديرية الزراعة عند وجود نخيل مهمل قريب من المزرعة، وعدم رمي مخلفات النخيل داخل أو خارج المزرعة (يفضل حرقها) ومعرفة طريقة العلاج الصحيحة، كذلك تغطية الجذور المكشوفة وردم أماكن فصل الفسائل
والرواكيب (الكواريب) بالتراب بعد إزالتها وعدم ترك النخلة الطويلة بعد قطع الرأس بدون تغطية ويفضل اقتلاعها لكونها أماكن مفضلة للحشرة لوضع البيض، وتغطيس قاعدة الفسيلة في برميل به مبيد حشري فطري قبل الزراعة.
وفيما يتعلق بالمصائد الفيرمونية قال وكيل وزارة الزراعة: إنها عبارة عن سطول سعة 5 لترات بها 4 فتحات مستطيلة حولها في الجهة العلوية لدخول حشرة سوسة النخيل وتعلق في الغطاء الفرمون وفي قاع السطل يوضع كرمون وهو عبارة عن عدد من حبات التمر أو قطع طرية من ساق النخلة يغمر بالماء لتجميع الحشرات التي تدخل المصيدة وتعتبر المصيدة الفيرمونية مؤشرا على شدة الإصابة وكلما زاد عدد الحشرات المصادة يدل على أن الإصابة قريبة من المصيدة، أما المبيدات فهي أي مادة كيماوية أو طبيعية مخلوطة أو منفردة تكون قادرة على قتل أو وقف أو طرد أو تقليل أو تثبيط أو وقاية نمو أي من الآفات التي تسبب ضرراً بالإنسان وممتلكاته.
وحول ورشة سوسة النخيل الحمراء التي عقدت مؤخرا، أشار الدكتور الفهيد إلى أنها تكتسب أهمية كبرى من خلال مشاركة خبراء من المملكة ودول عربية وأجنبية، والتي تشمل كلا من الإمارات، و عمان، والمغرب، وتونس، البحرين، وقطر، والهند وماليزيا وإسبانيا، وتركيا وامريكا ، وكوستاريكا، وايطاليا في إطار برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، مبينا أن هناك فائدة للمملكة من تجارب الدول الأخرى، مؤكدا حرص وزارة الزراعة على فتح قنوات تواصل مع بيوت الخبرة داخل وخارج المملكة وتبادل الخبرات معهم في مجال مكافحة السوسة، وترحيبها بأي فكرة قابلة للتطبيق أو أي مادة جديدة غير ضارة بالبيئة من شأنها المكافحة أو الحد من هذه الآفة الخطيرة.
وحول مدى تأثر إنتاج التمور بسبب السوسة قال وكيل وزارة الزراعة إن الأثر التدميري لسوسة النخيل الحمراء كبير خاصة على النخيل ذات الأعمار الصغيرة الأقل من 15 سنة، والتي يجب التركيز والعناية الاهتمام بها ومع ذلك فإن أعداد النخيل المزروع في تزايد مستمر حيث بلغ عددها بالمملكة أكثر من 20 مليون نخلة، تنتج أكثر من مليون طن سنوياً من التمور ومن هذا المنطلق بذلت الوزارة جهوداً حثيثة لمكافحة هذه الآفة من خلال استخدام الطرق والأساليب الحديثة، وتعاونت مع كل من لديه خبرة في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها.
وعن الفترة الزمنية اللازمة للقضاء على سوسة النخيل الحمراء قال الدكتور الفهيد: إنها تعتمد على توفير إمكانيات الفحص المكثف والعلاج السريع وتوفر العمالة المدربة والفاحصين بصفة دورية لتغطية جميع مناطق الإصابة ومحاصرتها بصفة مستمرة حيث يمكن خفضها إلى أقل من الحد الحرج الذي لا يسبب خسارة اقتصادية في المحصول وحيث إن الطور الضار الذي يكون داخل أنسجة النخلة الذي يستمر حوالي 3 شهور يجب التركيز عليه قبل خروج الحشرات الكاملة التي تنشر الإصابة وكذلك منع نقل فسائل من مزارع مصابة إلى مناطق سليمة واستمرار التوعية بخطر هذه الآفة وطريقة التعامل معها. وقال:»حالياً هناك غرامة مالية قدرها عشرة آلاف ريال على كل من يقوم بنقل فسائل نخيل دون شهادة تثبت خلوها من الإصابات بحشرة سوسة النخيل الحمراء مع حجز السيارة حتى تسدد المخالفة، والوزارة تعمل حالياً مع الجهات ذات العلاقة لرفع هذه العقوبة إلى 50 ألف ريال و مصادرة وسيلة النقل التي استخدمت في نقل الفسائل المخالفة».