أمل بنت فهد
لم يكمل مقال (صحوة الخلايا النائمة) عاماً، وتحديداً في 15-10-2014م إلا وجراح القديح تنضح دماء الشهداء وتُبكينا.. ختمته بـ»فإذا اجتمع الشر على الحدود.. فإن الخلايا النائمة تعرف أن يقظتها حانت.. لتنشر شرها في قلب المكان.. فهل نحن مستعدون لها؟ حتى لا تأخذنا بغدر ونحن عنها غافلون».
وبما أن الأهداف الإجرامية لداعش تداخلت وتخبطت، فمرة ضد السنة ومرة ضد الشيعة، فإنها منحت العالم الخارطة التي تحلم بها.. والعبث الذي تقوم به بين حين وحين تشتيت ومحاولة لإنهاك الدولة السعودية.. واستفزاز سافر لإقحامها في الحرب شمالاً.. لتكون صحوة بقية الخلايا النائمة شرسة وعنيفة.. تلك الخلايا التي صنعتها بتصعيد الكراهية بين المواطن ودولته.. وبين المواطن وأخوه المواطن وخدرتها حتى إشعار آخر.. لكن الذي لم تحسب حسابه داعش الغباء.. أن وتر الطائفية انقطع ولن تستطيع أن تعزف عليه مرة أخرى.. فمن الرياض للقديح سقطت الأقنعة.. وتكشفت عورة المطامع الحقيقية.. فأي دولة إسلامية تحكي عنها داعش وهي تسفح الدماء دون اعتبار لمذهب أو دين.. انتهت مزاعم الحرب الدينية.. وظهرت حقيقة الحرب السياسية والتي تنظر للعرش فقط.
فيا وطني.. علمنا كيف ومتى نشك في الوجوه المندسة بيننا.. بحملة إعلامية ضخمة.. يتعلم منها حتى المواطن البسيط كيف يفرق بين الخونة والمخلصين.. وكيف يرتاب من تحركات الشياطين.. وكيف يفهم لغة الطواغيت.
نعم.. لنتعلم كلنا.. ونعلم أطفالنا وشبابنا وشيوخنا كيف أن النية الطيبة والقلوب الطاهرة لا يمكنها أن تواجه قذارة المنتحرين وإمعات الانتقام.. لأنهم جبناء ولا يملكون شجاعة القتال نداً لندٍ.. إنما قوتهم وغدرهم على الغافل والضعيف.. انتقاماً ممن سحق جباههم.
لنكن كلنا.. رجال ونساء.. حماة لحياتنا واستقرارنا ولأهلنا ولجيراننا.. فإذا اتحدنا صفاً واحداً.. فمن يستطع أن يقترب منا؟
لأجهزة الأمن.. والإعلام.. والتعليم.. علمونا كيف نكون كلنا خبراء ومتيقظين.. علمونا كيف نميز ونكشف الرمادي المراوغ بين بياض السلام وسواد الظلم.. علمونا كيف نفهمهم.. كيف نعرفهم.. كيف نميزهم وإن لبسوا ألف قناع وقناع.. علمونا كيف نحمي الإنسان الطبيعي من شر القتلة والخونة والمجرمين.
«رحم الله شهداء القديح.. وكل بريء قضى نحبه غافلاً»