علي الخزيم
بفخر نشاهد الإخوة من أبناء اليمن الشقيق وهم يعيشون بيننا بمتاجرهم ومطاعمهم ويراجعون جميع المصالح الحكومية والأهليــة، وطلابهـــم يدرسون بجامعاتنا، وكل ذلك دون رسوم أو ضرائب أو تكاليف، لم ينظر لهم المواطن السعودي بعين الريبة والانتقام بسبب خيانة خائن وتجاوزات وإجرام فئة باغية من حوثي ومخلوع، الفخر لنا ومنا لأننا نقرن الأقوال بالأفعال، وكل ما يقوله قادتنا وحكامنا تجاه العروبة والإخوة الإسلامية تجده حاضرًا فعلاً وتطبيقًا، فكيف بالجار وقد أمرنا بصيانة جيرته، حتى وإن جار وبغى ناصحناه وهادنّاه حفظًا لحق الجوار وحقنًا لدماء الأبرياء من أبناء العمومة، فهناك من العقلاء في اليمن من يدركون أبعاد المسألة غير أنهم محكومون بعقول لا تعرف أو أنها لا تريد أن تعرف هذه السجايا الجميلة والأخلاق الحميدة وما تعارفت عليه العرب من علاقات الإخوة والجيرة والدين والدم، فكلما تكرّم حكامنا بمزيد من الحلم والأناة نجد أولئك الطغاة في الضفة الأخرى يتمادون بالمخاتلة والابتزاز، يتذاكون على صُنّاع السياسة وقمم الريادة، حكماء بِيْضُ صحائفهم عرف بها القاصي والداني، حتى هم قد خبروها فتنكروا لها وتعلقوا بمن وعدهم الوهم وقبّضهم السراب، تمسكوا بأذيال عدو لهم وعدو لكل من يقول إنه عربي أو مسلم، عدو بعقل شيطان أوقد سعير الشحناء والبغضاء بين الإخوة وتركهم يقتتلون ويتناحرون لتحقيق مصالحه الدنيئة، ولعل عدد من الأمثلة تدلل على مدى عمق العلاقة بين الشعبين السعودي واليمني وتكشف زيف الوعود الإيرانية للمخدوعين من حوثي وأعوانه الخونة: فقد أعلنت المديرية العامة للجوازات أن عدد الذين أنهيت إجراءات تصحيح أوضاعهم من الإخوة الأشقاء اليمنيين المقيمين بالمملكة في كافة مراكز التصحيح بمناطق المملكة حتى نهاية يوم الاثنين 14 - شعبان بلغ قرابة (59) ألف مقيم والعدد يتزايد كل ساعة، بينما سلطات طهران تفعل العكس حين طالبت اليمنيين العالقين في مطاراتها بضرورة دفع غرامات مالية بعشرات الدولارات يوميًا كغرامة تأخير عن عدم عودتهم إلى بلادهم، والأبشع من ذلك أن الخونة الحوثيين وهم ذيول عمائم (قم) كشفت بعض جرائمهم منظمة العفو الدولية في تقريرٍ لها، وقالت: إن رجال (الحوثي وصالح) وضعوا قادة حزبيين ومحافظين وصحفيين مخطوفين داخل مخازن للأسلحة ليتم قصفهم من جانب طيران التحالف، ويشير مراقبون إلى تزايد التفكك في الدائرة المحيطة بالمخلوع صالح وكذلكفتت حلقات التماسك بين الحوثيين نتيجة للضربات الموجعة من قوات التحالف والأداء الجيد من رجال المقاومة داخل اليمن؛ وذكرت وسائل إعلام يمنية أن عمّار محمد عبدالله صالح ابن شقيق المخلوع وذراعه الاستخباراتي قدّم طلبًا رسميًا للجوء السياسي لدى دولة إثيوبيا.
وما زال العقلاء بالدول العربية والإسلامية يحثّون الخطى للإحاطة بما يجري باليمن (وغيرها) من ظلم وعدوان؛ فقد قال وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي بالكويت مؤخرًا: (إن ما يحدث باليمن يعكس معاناة الأمة الإسلامية، وجهود المملكة لن تتوانى عن مواجهة الإرهاب الذي يعمل هو والطائفية على تقسيم الأمة الإسلامية).