علي الخزيم
صرخات الهزيمة والضجيج والاجْلاب (الهياط) أخذت تنبعث من كل ناحية يُدنسها أذناب الفرس المخدوعين بأكاذيب (قم) وهرطقات طهران، فمن نعيق حسن (زميرة) جنوب لبنان إلى تناقضات الشاويش الراعي المخلوع الذي يزعم أنه يتحدث من أمام أنقاض منزله المقصوف بحي (حَدّه) بصنعاء؛ ويزعم -رغم الشكوك بتركيب الصورة فَنّياً- أنه ما زال يمسك بزمام الحزب والقوات الموالية له، ويعلن متبجحاً أنه يتعاون مع الحوثيين وكأن آماله ونجله بالسلطة لا تزل قائمة، يظهر أمام الكاميرا -إن صَدَق- بكامل أناقته وكأنه يستعطف أعوانه ورهطه، مشهد كوميدي استمرأه المخلوع منذ سنين خَلَت، ظناً منه أن العقول الخليجية العربية الراجحة كانت تصدق كل مزاعمه وأكاذيبه، لكنها السماحة والندى والحكمة في معالجة الأمور لرأب صدع أمة عربية يمنية غُلبت على أمرها من الطاغية وأحلافه أذناب النظام المستنسر بطهران، وحين بلغ الأمر منتهاه ولم تُجْدِ كل رسائل الحلم والأناة وكل تلميحات الإغراء بالانصراف عن غيه وسلوكه المنحرف تجاه المواطن والوطن اليمني العزيز كان لا بد من الإجراء الحاسم لا سيما وأن الغدر والخيانة قد بلغت مداها وتجاوزت حدود اليمن إلى حدود البلد الجار الحنون الذي لم يأل جهداً لرعايته وشعبه المظلوم بكل ود وكرم، وتتوالى سمات الكذب والخداع وسجايا اللؤم والدناءة، وعلامات التذاكي الأرعن غير المدروس بما يبرهن على أن الثعلب المزعوم كان يخدع نفسه وغرّه حلم وصمت الكبار وسعة صدورهم بما لهم من تجارب عريضة وخبرات واسعة في سياسة الحكم وحكمة القيادة، وغفل المارق لصفاقته عن صولة الحليم اذا غضب، وهذا عنوان آخر لقصر فقهه بالتعامل مع ذوي الحِجَى، وكيف يُحسب مثل هذا المتذاكي كسياسي محنك كما يدّعي وهو يحارب الحوثي حيناً ويُقَرّبه حيناً آخر، ثم يقتتل معه تارة أخرى في تصرفات صبيانية لا تنم عن وعي سياسي ولا عن إدراك لعواقب الأمور، بما يثبت مرة أخرى أنهم ألعوبة لملالي طهران وقم يسيرونهم كما يشاؤون لأهداف في نفوس الملالي وما يسمى بالولي الفقيه للسعي إلى تحقيق طموحات وآمال عفى عليها الزمن وأمست من أحاديث الغابرين، وينطبق على ذيول طهران مثل شعبي يقال هنا (من يَتْبَع البوم يقوده إلى الخرائب)، والغريب أنهم لم يلحظوا أو أنهم لا يريدون إدراك أن البوم لم يكتف بقيادتهم للخرائب بل إنه وجد فيهم غباء مطبقاً كان لا بد معه أن يُخَرّب لهم ديارهم ويدمرها ليكفيهم عناء التنقلبين الخرائب، وكيف يمكن وصف من يُخرب بلاده بيده؟ ثم يدّعي أنه الزعيم الأحق بالريادة والقيادة، وقد سجل التاريخ نماذج غيرهم قادها صَلَفُها وغرورها لتدمير كل جميل حولهم حتى أنفسهم وذويهم، وكيف يوصف من يتشبث بأذيال المجوس وهو يغفل عن قول أئمة السلف عنهم بما خبروه من نجاستهم وغدرهم وكرههم للإسلام وأهله وإن ادّعوا خلاف ذلك تقية: يقول ابن تيمية (اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أنّ الرافضة أكذب الطوائف).