عبدالله باخشوين
.. اتجهت الثورة الإيرانية لـ (موسم الحج) أولاً.. باعتباره أكبر تجمع إسلامي في (أيام معلومات).. في محاولة لبث دعاية..
لا أدري لماذا..؟
- هل للدعاية الشيعية.. أم لتحريض (عموم) المسلمين على القيام بثورات في بلدانهم.. والسير على نهج مغامرة طائفية.. سبقتها مغامرات كثيرة في التاريخ الإسلامي لم تحقق سوى تمزق وتشعب الطائفة إلى طوائف كثيرة.. ذات اجتهادات بعضها معتدل وبعضها شديد التطرف.
لم يكن لدى إيران أي موطئ قدم على الأرض العربية والإسلامية لأن الطوائف الشيعية كانت تعيش في البلدان التي توجد فيها بين أهلها في إخوة وأمن وسلام.
وكانت خير مثال على ذلك دولة العراق الحديثة التي رغم كبر مساحتها وتعدد ديانتها وطوائفها ووجود الأماكن (المقدسة) لعموم شيعة العالم في عدد من مدنها.
فمنذ ثورة العشرين والعراق الحديث الهم السياسي كشعب واحد يصارع ضد الاستعمار ويسعى لاستعادة حقوقة والهيمنة على ثرواته المنهوبة.. رغم وجود (الإخوان المسلمين) كحزب قوى ومؤثر في الصراع السياسي.. إلا أن الأمر لم يصل إلى ما يمكن أن يسمى بصراع الطوائف قبل ثورة إيران.. ودراماتكية حربها مع صدام حسين الذي نعتبره هو زارع فتنة الطوائف في العراق.. ومنشئ مفهوم العشائر بهذا الشكل الفج الذي أصبح يتجلى في مسار الصراع القائم الذي أتاح بمساعدة حكومة بوش والحزب الجمهوري الأمريكي.. فرصة سانحة لإيران لتولي زمام أمور الطائفة الشيعية وإدارتها بطريقة طائفية متطرفة لا تسعى للانتقام من (فلول البعث) ولكن لتحقيق هيمنة مطلقة بضرب كل الطوائف الأخرى والاتجاه بالعراق نحو كارثة التقسيم.
أما في بداية الأمر فإن إيران لم تجد سوى لبنان.. عن طريق منظمة (أمل) أولاً التي دخلت دائرة الصراع العسكري الدائر في لبنان لمصلحة (القوى الوطنية) بقيادة نبيه بري الذي استقطب أعداداً كبيرة من أبناء الطائفة الشيعية.
كان هذا هو ظاهر الوجود الإيراني.
أما في الخفاء.. فقد كانت تؤسس قاعدة وجودها في لبنان باستثمار (العاطفة) الدينية التي كان محورها مندوبها إلى لبنان الشيخ (موسى الصدر) الذي اختفى خلال زيارة قام بها إلى ليبيا ولم يظهر من جديد.. وعمد تلاميذه إلى تمجيده ووضع الأساطير حوله ولم يكن الزعيم الحالي حسن نصرالله سوى أحد أولئك التلاميذ إلى حين تأسيس تنظيم (حزب الله).. ولم يصل إلى صفوف المقدمة إلا بعد الحرب التي خاضها التنظيم ضد حركة أمل الشيعية أيضًا.. لتحقيق وحدة عسكرية على الأرض وفرض الإطار التنظيمي على كل أهالي الجنوب اللبناني الذين أخذ ينظمهم وينفق على أسر شهدائهم وفرض عليهم شروط الولاء والطاعة التي ضمنت لحزب الله فرض هيمنته.. وهيمنت مرجعيته الإيرانية العليا.. وكانت قيادة حافظ الأسد من خلال الوجود السوري في لبنان.. هي الحارس الأمين لنفوذ حزب الله والراعي الرسمي لمصلحته.
باستثناء (القاعدة).. ومن خلال العلاقات الإيرانية الفلسطينية أصبحت إيران هي الداعم لكل التيارات الإسلامية المتطرفة.
ويمكن القول إن معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.. نقلت تمويلات إيرانية لكل دعاة الثورة الإسلامية.. التي سلبت القوى الثورية العربية من شعاراتها التي كانت ترفع القضية الفلسطينية كشعار أساسي لنضالها.. بعد صلح مصر والأردن مع إسرائيل - أصبح كل دعاة الثورة الإسلامية هم من يرفع شعار القضية الفلسطينية وفي مقدمتهم إيران طبعًا.
أي أنهم بقيادة إيران تبنوا مهمة إفشال أي حل سياسي للقضية الفلسطينية، وتمكنوا من استقطاب كل متطرف ومؤيد للحل العسكري الذي كانت ذراعه حزب الله وحركة حماس.
طبعًا لن ننسى الأعداد التي تضخها دول شمال إفريقيا للتيارات المتطرفة بدعم قواها المتوجودة محليًا في الجزائر وتونس وغيرهما.
وكانت وما تزال إيران تسعى لإيجاد قوة طائفية فاعلة يمكن أن تحركها حين تشاء.. وليس اختيار الجزيرة العربية بأمر عفوي بدءًا من قلاقل البحرين والقطيف وانتهاء.. بحوث اليمن.. لأننا نعرف أن إيران سبق وأن طلبت من السودان أن تستأجر أرضًا مواجهة للسعودية لتنصب عليها منصة صواريخ وتكون بمثابة قاعدة برية بحرية.. الهدف منها العمل لوجه الله تعالى.. لطلب رحمته ومغفرته.