مساعد بن سعيد آل بخات
لعلنا شاهدنا في الأيام الماضية الخبر الصادر عن وزارة الداخلية والتي أعلنت فيه عن تورط شابين في قتل أحد أفراد الشرطة بشرق الرياض, والتي كانت بتحريضٍ من داعش لهما من أجل زعزعة أمن هذا الوطن المبارك.
وتمضي الأيام قدُماً إلاَّ وتأتي المصيبة الأخرى بتفجير شاب نفسه داخل مسجد القديح مما ترتب عليه وفيات وإصابات كثيرة, وبنفس الفكرة.. بتحريض من داعش لاستهداف الشباب في تنفيذ مخططاتهم والتي تنوي إيقاد الفتنة في أراضي المملكة العربية السعودية.
ومما يزيد الوضع سوءاً أنَّ هؤلاء الشباب مواطنون يحملون الجنسية السعودية, تربوا وتعلموا في رحاب المملكة العربية السعودية ثم أرادوا لها السوء.
عجبي!!.
ما الذي يحدث لشبابنا!؟.
كيف لشاب عاقل أن يقتل رجل أمن يحمي وطنه ويحمي المواطنين بعد إذن الله تعالى؟.
وكيف لشاب عاقل أن يفجر نفسه في بيت الله تعالى والناس تؤدي فريضة صلاة الجمعة؟
يُقال بأن: (الاطراد الأحمق آفة العقول الصغيرة).
بمعنى..
أنه يوجد في حياتنا نوعية من الناس لا تستخدم عقلها في التفكير وفحص الأمور هل هي صحيحة ليتم تقبلها أم خاطئة فترفض؟ بل تُسلِّم عقولها لغيرها فيديرونها لهم كيفما يشاءون مما ينتج عنه التبعية التامة (سياسة القطيع).
فأصبح هؤلاء الشباب كالأدوات في يد داعش وغيرهم, يوجهونهم نحو تحقيق أهدافهم الإجرامية.
إنَّ من يتعامل مع فئة الشباب سيُدّرِك بأن هناك عدة عوامل قد تجعل من ذلك الشاب اللطيف والمتحمس للتعلم والمليء بالحيوية شاباً مُجرماً, ومنها:
أولاً: عدم التحصن بالوازع الديني القوي والذي سيكون رادعاً له من كل سوء.
ثانياً: فقدان ثقته بنفسه, مما ينتج عنها ضعفاً في الشخصية تجعله ينقاد خلف غيره.
ثالثاً: تقديس بعض البشر, مما يجعله يتقبل منه أي أمر بلا تفكير.
رابعاً: التأثير السلبي لرفقاء السوء, سيجارة فمخدرات فتصرف بلا وعي.
خامساً: الانخداع بتفكير بعض الناس في مواقع التواصل الاجتماعي.
سادساً: التفكك الأُسري عند أُسرة الشاب من طلاق وإهمال ونحوها.
وسأعلِّق هنا عن دور الأُسرة في تحصين ابنها الشاب من الانحراف والجريمة, لماذا اخترت الأُسرة بالتحديد؟
لأن الأُسرة هي الوعاء الثقافي الأول الذي يتشرب منه الطفل الدين والقيم والاتجاهات والعادات والتقاليد فيما نسميه بـ (التنشئة الاجتماعية), ثم يمارسها في سلوكياته حتى يكبر في العمر.
ومن الخطأ أن تتوقع الأُسرة بأن دورها في متابعة ابنها ينتهي بمجرد تخرجه من الثانوية أو الجامعة, بل إن المسؤولية مستمرة, لأن المسؤولية من التربية, يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).
ففي السابق كانت الأُسرة لا تخشى على ابنها إلا من الصديق غير السوي.
أما في وقتنا الحالي فإن المخاطر تحُفُ بالشاب من جميع الاتجاهات (صديق غير سوي, الأثر السلبي للعولمة, الاستخدام الضار للتقنية, المخدرات, الكحول, الفتن.. إلخ).
لذا ينبغي على الأُسر السعودية أن تكثف الجهد في متابعة أبنائها وتوجيههم نحو المسار الصحيح, باستخدام أسلوب الحوار والنقاش الهادف, وبناء الثقة المتبادلة, وإشعار الابن بالاحترام والحب, وتعزيز التصرفات الإيجابية ونقد التصرفات السلبية, والبُعد عن التعامل بطريقة الفرض والسيطرة.
كل ذلك من أجل.. الوطن.
فالحفاظ على الوطن ليس مسؤولية رجال الأمن فحسب
بل إن أمن الوطن.. واجب على المواطن ورجال الأمن معاً.