متابعة - سعود الهذلي:
أكد وكيل جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية د. يوسف بن عبدالله العيسى أن إقدام أيِّ مسلم على إزهاق روح أخيه المسلم ـ أيًّا كان مذهبه ـ وسفك دمه فعلٌ يُنافي العقيدة، ولا يُقدِم عليه إلا من يغلب هوى نفسه على قيمه ومبادئه. ولزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق، فكيف بمن يُفجِّر نفسه وسط مجموعة كبيرة من المصلين غير مبال بحرمة المسجد، ولا بالشعيرة نفسها، ولا برجال وشباب وأطفال أبرياء..
وقال الدكتور العيسي لا شك أن هذا الفعل قُصد به استثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وإشعال الفتنة وإثارة الضغائن بين أبناء الأمة الواحدة، فالشعب السعودي ظل متآخيًا ومتآلفًا في مجتمع آمن ومستقر طوال العهد السعودي الميمون، ويعيش سلامًا تامًّا واستقرارًا في مختلف المدن والقرى والمناطق، ولم يكن له عهدٌ أو معرفة بمثل هذه الأفعال الوحشية التي لا علاقة لها بالعقيدة إلا بعد ظهور الحركات المتطرفة وما تتصف به من غلو وشطط في فهم الإسلام وتطبيقاته، مشيرا أن هذا التفجير الآثم لم يأت إلا فعل إرهابي نفذته مجموعة من الشباب الأغرار صغار السن، وتبنَّاه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي تمكَّن من خداعهم والتغرير بهم مستغلاً عمق التديُّن والإيمان بين الشباب السعودي وغيرتهم على العقيدة، ثم أشرف على تجنيدهم وتدريبهم لتنفيذ أعمال إرهابية داخل وطنهم بعد إيهامهم بأن هذا يدخل في صميم العمليات الجهادية..
وبين الدكتور العيسي انه من الغريب أن يشهد المجتمع مثل هذه الأفعال الإرهابية برغم اتساع رقعة التعليم في جميع أنحاء الوطن، وبرغم ارتفاع نسبة الوعي العام بين مختلف شرائح المجتمع، مع انفتاح أبنائنا على العالم عبر مختلف وسائط الاتصال التقليدية والحديثة، ومعرفة ما يدور في الخارج من مخاطر ومهددات تحيق بالأمة الإسلامية، وتهدف إلى تمزيقها من خلال إثارة المذهبيات والفتن الطائفية، فيثور المسلم في وجه المسلم غير مبال بما يسيل من دماء طاهرة، ولا بإزهاق نفوس آمنة وأرواح بريئة.
وأوضح أن تفجير المسجد بالقديح يقف خلفه استخبارات أجنبية، وتنفذه داعش من أجل إحداث خلخلة في هذا المجتمع الذي ظل يشهد طوال العقود الماضية استقرارًا سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا تفتقده دول كثيرة، ولقد تعدَّدت أشكال استهداف شباب الوطن عبر استقطابهم للتفاعل مع أهداف المنظمات الإرهابية، وإيقاعهم في شراك المخدرات وغيرها.. ولكن نحمد الله أن حكومتنا وأعين رجال الأمن في بلادنا ظلت وستظل ساهرة على حماية أبنائنا ومجتمعنا من أي محاولات تستهدف استقرارنا وتعطيل مسيرتنا الحضارية.
مؤكدا ان هذا الفعل الآثم الذي وقع في القديح مؤخرًا يضاعف مسؤوليات ومهمات الأكاديميين وقادة الرأي العام في مختلف المؤسسات التعليمية والإعلامية والأندية الأدبية والرياضية حول تكثيف الجهود من أجل توعية شبابنا بالكائدين والمتربصين ببلادنا ومقدساتها الإسلامية، وفضح نوايا وخطط دعاة الفكر الضال الذين لا تفتر همتهم ولا محاولاتهم من زعزعة أمننا بإنشاء بؤر وخلايا متعاونة داخل الوطن.. إضافة إلى كشف استراتيجية داعش الرامية إلى استدراج الشباب والأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرية مساعيها لنقل أنشطتها إلى داخل المملكة وتنفيذ أفعال إرهابية وحشية.
وفي ختام حديثه قال الدكتور العيسى نحمد الله أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان توعد بمحاسبة ومحاكمة ومعاقبة كل من شارك أو خطط أو دعم أو تعاون في تنفيذ هذه الجريمة النكراء التي استنكرتها وأدانتها معظم دول العالم والمؤسسات الدولية باعتبارها منافية لكل القيم الإسلامية والإنسانية.