سامى اليوسف
حتى، وهو يعيش أسوأ مواسمه الإدارية، والفنية، والنقص يضرب صفوفه يأبى زعيم آسيا وكبيرها نادي الهلال إلا أن يحمل لواء الكرة السعودية كطرف ثابت في الاستحقاق الآسيوي، مبرهناً على أنه ما زال يغرد خارج السرب.
سخروا من هشاشة وضعف المنافسة في دوري آسيا، ومارسوا التضليل كعادتهم حول تقسيم فرق الدوري ما بين شرق وغرب، وغادروا بصورة مخجلة من الأدوار التمهيدية.. أفضل الفرق السعودية في هذا الموسم إعداداً، ونتائج ومستويات، يُغادر حزيناً بعد فوز لم يكف لبلوغ التأهل.. يبقى الهلال وحيداً مدافعاً عن كبرياء الكرة السعودية في آسيا.
هذا التأهل جاء ليؤكد زعامة، وخبرة، ومراس الهلاليين في دوري أبطال آسيا، حتى بدا وكأنه لعبتهم التي اعتادوا أن يتقونها طمعاً في تحقيق اللقب الآسيوي السابع لهم بعد أن حرمهم «سيئ الذكر» نيشيمورا بقانون لا يمت لكرة القدم بصلة.. جميع مدربي الفرق التي واجهت الهلال تغزل مدربوها بالزعيم ولاعبيه بالرغم من النقص، وظروفه الصعبة، وذلك هو قدر الكبير دوماً.
بلوغ دور الثمانية يُحسب لعمل إداري وفني بقيادة المدرب اليوناني الخبير دونيس، وتفانٍ من لاعبين قدَّروا، وأخلصوا لشعار الهلال حتى آخر مباراة أمام بيروزي، وبمساندة شرفية كبيرة لا يُستهان بها ممثّلة بالأمير الشاب أحمد بن سلطان، والذي يعيد إلى الأذهان شيئاً من تفاصيل الفقيد الأمير عبد الله بن سعد، ولا ينبغي على أي هلالي حصيف ومخلص أن ينسى جهود «المدرج الحكيم»، وهوامير المدرجات، جماهير الهلال الغيورة.. المثقفة والواعية، والتي أسهمت في موجة «تسونامي» التصحيحية التي أعادت لنا شيئاً من روح وبريق الهلال محلياً وآسيوياً.
صنّاع القرار الهلالي مطالبون بالمزيد من العمل وترتيب الأوراق بدءاً باختيار الرئيس، والإدارة الجديدة، وتدعيم الفريق بالمحترفين الأجانب والمحليين في الخانات المطلوبة بعد الإبقاء على المدرب دونيس، والتنبه لما يُحاك لفريقهم في الكواليس الآسيوية، فالتحكيم ما زال يعبث بصافرات متنوعة الشكل، واللون، والحجم بحقوق الزعيم، ولكن قبل كل ما ذكرت الترتيب لمواجهات كأس الملك محلياً فالموسم لم ينته بعد، وطموح المدرج الهلالي لم ولن يتوقف.
حافظوا على الأهلي
انتهى موسم الأهلي، ويجب أن لا ينتهي العمل في الراقي، فالفريق الذي صنعه المدرب السويسري الخبير جروس يجب المحافظة عليه، وتطويره بما يحقق الطموح، وليس تدميره بأصوات البائسين.. اليائسين.
الأهلي قدم موسماً ناجحاً، لقب محلي، ووصافة دوري بدون هزيمة، ومنافسة قوية في آسيا، وغادر الأهلاويون الموسم بهزيمة يتيمة خارج القواعد.. وظفروا بهداف من طراز عال، جسور وغيور، ولاعبين محليين مميزين بدءاً بالقائد الجاسم، ومروراً بالمقهوي، ومؤشر وباخشوين والعمري.. كل ما أرجوه أن يتم تدعيم حراسة الفريق ودفاعاته والتعاقد مع محترفين أجنبيين يعوّضان سيزار وأوزوفالدو.. وعلى الجماهير الأهلاوية أن تفخر وتفاخر بفريقها البطل غير المتوَّج للدوري.
فواصـل
* الإيرانيون لم يخسروا التأهل في كرة القدم في الرياض، ولكنهم خسروا الأخلاق، والروح الرياضية، واحترام مجتمع كرة القدم المتمدن.
* فيصل درويش من عينة اللاعبين المقاتلين، مثل هذه النوعية يحتاجها الهلال كثيراً.
* أتمنى أن لا يغادر الساحة الرياضية رئيس بحجم جهود، وثقافة، وأخلاق الأمير فهد بن خالد.
* شكراً للقائد ياسرالقحطاني.. سجل حضوراً بوعي ومسؤولية وقيادية تُحسب له.
أخيـراً:
نعم .. الآسيوية صعبة قوية