سعد الدوسري
هل يجب أن نستشهد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لكي نثبت بشاعة جرم قتل المسلم للمسلم، وحجم العذاب الذي ينتظره في نار جهنم؟! لا أظن أننا نحتاج لذلك، طالما أن القاتل يدّعي أنه ابن كتاب الله وسنّة محمد صلى الله عليه وسلم. لنوفّر جهودنا في هذا الجانب، ولنحاول أن نقنعه بأن من جنّدَهُ لارتكاب هذه الجريمة الوحشية، هو أبعد ما يكون للدين، وأقرب ما يكون للأهداف السياسية.
إنَّ هذا الشاب العشريني الذي ينتحر في عرعر أو في الأحساء أو في القطيف، لا ينتحر من أجل أبي بكر البغدادي، بل من أجل الله، فمَنْ استطاع أن يقنعه بأنه سيدخل الجنة المحفوفة بحور العين، بعد انتحاره؟! هذا هو مَن يجب أن نتحدث بلغته. ويجب أيضاً أن نترك الحديث بلغة القرآن، لكي نثبت أن هذا الفعل الإجرامي لا يمثِّل الإسلام، فكل عاقل يعي أن ليس لتعاليم هذا الدين الحنيف علاقة بالعمليات الانتحارية الجبانة التي لا تقتل سوى الأبرياء.
اليوم، يجب أن نركِّز جهودنا الشعبية والرسمية في فضح هؤلاء الذين يقدِّمون شبابنا قرابين لأغراضهم السياسية. يجب ألاّ نتردد أو نتساهل في فضحهم، مهما حاولوا أن يرتدوا عباءات الدين، وأن يتخذوا منه حصانة لهم؛ هل نقول هذا الكلام، لأنه طفح الكيل بنا؟! لا، فلقد طفح منذ زمن طويل، لكن أحداً لم يكن يستمع لتحذيرنا. أما وقد، صعّدوا حربهم ضد وحدتنا، في وقت لا نحتاج فيه سوى الوحدة، فهذا طفح الطفح. ويجب على من يدّعي أنه لا يزايد على الدين، أن يُسْمِعَنا صوتَه، وأن يقول كلاماً واضحاً عمَّا يجري اليوم، من محاولات جرِّ البلد إلى صراع طائفي دموي، يدفع ثمنه الأبرياء.