فهد بن جليد
ليلة البارحة الأول كان من المُنتظر أن مدير الأمن العام يُحاضر عن (تطلعات الأمن والخطط المستقبلية في المملكة)، ولكن لظرف طارئ، أناب مساعده للتخطيط والتطوير اللواء منصور الزهراني بالمهمة، والذي أجاد في شرح تجربة المملكة في مجال توفير الأمن لمواطنيها والمقيمين فيها والمحافظة على ممتلكاتهم، من خلال حلقة النقاش التي نظمتها الجمعية الدولية للأمن الصناعي بالرياض!.
أنا كمُتلقٍ (غير مُتخصص) شعرت بحجم التحديات التي تواجه (رجل الأمن) في أداء مهمته، خصوصاً مع تطور أشكال الجريمة، ودخول وسائل التواصل الاجتماعي كمساعدة لتعلم فنون الجريمة، أو نقلها، أو إثارتها، أو احتضانها في المسرح غير المحسوس، وفهت أن جميع أطراف العملية الأمنية مطالبون بالمساهمة في القضاء على الجريمة ومنعها، وعلى رأسهم المواطن الذي منحه الأمير نايف - رحمه الله - لقب (رجل الأمن الأول)، والذي يُنتظر منه الكثير للمساهمة في حماية البلاد من خلال التعاون مع الجهات الأمنية، والإبلاغ عن ما يُشتبه فيه (لمنع الجريمة) قبل وقوعها، أو المساهمة في القبض على مُرتكبها على الأقل!.
لفت انتباهي في هذا الملتقى، الحديث عن الدور المُتصاعد (لرجل الأمن الصناعي) المعروف - بالسكيورتي - والذي يهمش البعض دوره للأسف، معتقدين أنه مُجرد (بواب) أو (حارس أمن) - لا أكثر - بينما المجتمعات الحديثة تمنحه الكثير من الصلاحيات ( كشريك أمني ) يجدر الوثوق به، خصوصاً مع إسهامات (السكيورتي) في منع الكثير من السرقات، وحالات التحرش، والمعاكسات، التي تقع في الأسواق بعيداً عن ( عين رجل الأمن )، وضبط المتورطين بها وتسليمهم للجهات المختصة!.
ما يحتاجه (السكيورتي) هو تأهيله بالشكل المناسب، ومنحه دورات مُتقدمة في (الحماية الأمنية) للإنقاذ في حالات الحريق، وإدارة الحشود في المجعات التجارية، وتقديم الإسعافات الأولية، وهو مالمسته من بعض المسؤولين في هذه الشركات، والذين تحدثوا عن التعاون بينهم، وبين الأمن العام في تأهيل (رجل الأمن الصناعي)، ليقوم بدوره المنوط به في المجمعات السكنية، أو الأسواق والمولات التجارية، أو الحدائق العامة!.
التأهيل الجيد، والتدريب المتواصل، والتجهيز المناسب (بوسائل التواصل، و أدوات الضبط)، بالإضافة لتصحيح النظرة المجتمعية عن دور (السكيورتي)، كل هذا سيساهم كثيراً في التخفيف على رجال الأمن في الميدان، ليتفرغوا لمهام أخرى متقدمة، مما يعني مزيداً من الأمن!.
وعلى دروب الخير نلتقي.