د.دلال بنت مخلد الحربي
لاشك أن حادثة تفجير المسجد القديح هي عمل إرهابي، قصدت به الجهة التي خططت له ونفذته إثارة مشاعر الكراهية بين سكان المنطقة بل وعلى المستوى الإقليمي العام. وزيادة التوتر لأحداث شق بين قاطنيها حتى تتمكن تلك الجهة الإرهابية ومن يستفيد من فعلها من زيادة حدة التأجيج في المنطقة، وإشعال الفتن في كل أرجائها، وللوصول إلى ذلك فإن كل سبل الوسائل المباحة بما فيها هدر دم الإنسان، وبالتالي فإن التفجير الذي أزهق أنفساً بريئة جاء لتحقيق رغبات إجرامية لا تعرف الخير ولا تؤمن بالسلم ولا تسعى إلى تأمين الحياة الكريمة لكل أفراد المجتمع الواحد، بل إن شغلها الشاغل هو إشعال فتيل الفرقة والعمل على توسيع الهوة بين المتنازعين عقائدياً.
حادثة القديح خلت من كل حس إنساني وتجردت من كل قيمة أخلاقية، وأثبتت أن هناك خللاً في التفكير بين المتطرفين دينياً فهم لا يرون غير أنفسهم، أما غيرهم فلا يستحقون الحياة ولا مجال للتراحم معهم ولا طريق لهم لتأسيس حياة تقوم على السلم والاحترام..
مسجد القديح بالجريمة النكراء التي وقعت فيه شاهد على أن الإنسان عندما يتخلى عن فهم الدين المبني على المودة والتراحم والداعي إلى السلم والسلام بين الناس ونبذ الفرقة وتطويقها بالحسنى سيتحول إلى وحش كاسر لا يعرف وسيلة للعيش بغير سفك الدماء وقتل الأنفس البريئة.
إن ما وقع في مسجد القديح هو عمل لا يرتبط بالدين لأن فاعله لا يعرف منه غير القشور وكذا من حرض عليه فلو عرف الأسس السامية للدين التي من بينها حرمة دم الإنسان لما قام بهذا العمل الشنيع.