أمل بنت فهد
إن كانت الأضواء والشهرة ثنائي لا يحترم عشاقه.. فإن التاريخ لا يحفل بالفارس المجهول ويتجاوز ساكني الظل الذين أدوا ما عليهم وضحوا دونما ضجيج.. ولم ينتظروا شكراً أو عرفان.. لذا.. ليسمح لي التاريخ أن أُعرفه ببعض فرسان الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض.. بعد أن حزمتُ حقائب الرحيل لوجهة أُخرى بعيداً عن التعليم.. وحتى لا يكون كيلاً للمديح.. إنما شكر وتقدير لمن كان الإخلاص نديم أقلامهم ومكاتبهم.. ومثلوا وطنيتهم بجدارة.. وأدوا الأمانة.. معهم تعلمنا كيف نتحدى بساطة المتاح لنقدم الأفضل.. وكما قال وزير التعليم د.عزام الدخيل: «جنود في ساحات المعارك.. وجنود في ساحات العلم.. هؤلاء أبنائك وبناتك يا وطني».. وليعذرني من تخطتهم الذاكرة عمداً.. لأن العاطفة تقدح بالشهادة.
أستاذي سعادة المدير العام المكلف «محمد المرشد» القائد الذي فعّل دور المرأة في التعليم.. واتبع سياسة الأبواب المشرعة مع الجميع دونما تحيز.. سياسة الواثق الذي يؤمن أن خلع الأبواب الموصدة أمام الموظف والمراجع بداية لسماع الحقيقة ورصدها.
سعادة مستشار المدير العام «وضحى الشريف» القلب الكبير.. والعقل الذي امتدت خطوات طموحاتها مذ كانت مديرة لإدارة التخطيط والتطوير.. تبنت سياسة القائد.. وشرعت بابها للطوارق.. مكتبها مجلس شورى يحترم الفكرة ويتسع للجميع.. استطاعت أن تكسر صورة المستشار النمطية والمتمحورة حول شخصية مهمشة.. إلى حضور فاعل وهام.. وشريك في القرار.. وعين راصدة لمواضع الخلل ومواطن الإبداع.
مديرة إدارة خدمات الطلاب «البندري القريني» المحنكة والتي لن تستطيع أن تستوعب كيف لها أن تجمع أقسام إدارتها المتشعبة في مهامها.. لتصب في بحر واحد دون أن تتداخل حدودها.. ورغم الضغط فإن هدوئها سيد الموقف ومهنيتها لا تتزعزع.
مساعدة مديرة إدارة المتابعة النسائية «فاطمة البداح» سيدة القانون.. وميزان العدالة.. لن تخرج من مكتبها إلا مستوعباً لخطئك وتقصيرك وراضٍ عن عقوبتك.. أو منتصراً على الظلم.. ستعرف معها مهما قصرت مدة الحوار حقوقك وواجباتك.. في دقائق معدودة سترى ليناً واحتواءً.. أو حزما وحسما.
لهم جميعاً هذا المقال.. رمز شكر أرسيه في بحر أفضالهم وإخلاصهم للتعليم والوطن.. ولا شك أن هناك من يستحق غيرهم.. لكن هؤلاء من كنت شاهد عيان على تفردهم وعطائهم.. ومن أراهن على قدرتهم إن منحوا التمكين.. لخلاص المكان من أنانية المركزية العاجزة.. إلى براح التفويض.. وحرية التعبير.. وتطوير الكوادر.. وتجديد الدماء.. وتدوير «الكراسي».. أولئك الذين لم تسلبهم تقادم الخبرة الشغف بالتجديد.. ولم ينال منهم الإحباط ليسلموا بالمتاح.. فما انهزموا ولا تراجعوا.