د. عبدالعزيز الجار الله
كان متوقعاً أن تفجّر داعش موقعاً مدنياً في أي مدينة عربية، داعش ولدت من رحم منظمة القاعدة التي تتمركز في أفغانستان، فبعد تفجيراتها في وسط إفريقيا وأمريكا انتقلت إلى الأراضي السعودية، وداعش أشد خطورة من القاعدة، حيث تفصلنا عن القاعدة مياه المحيط الهندي ودول جنوب شرق آسيا ودول شبه القارة الهندية ودول وسط آسيا، أما داعش فلا تفصلها عنا إلا الصحراء العراقية وصحراء الشام.
داعش لا تفرق بين المدن والقرى السعودية تبحث عن أسهل الأهداف وذات الدلالات الرمزية الدينية والمذهبية لذا جاءت في القطيف في اعتقادها زرع الفتنة بين المذاهب والأقاليم، فهي لا تفرق بين المدن والأشخاص تريد أحداث القلاقل والفتن وتحويل بلادنا لا سمح الله دولة كالعراق وسورية.
حربنا مع الإرهاب طويلة ولنا تجربة عميقة مع القاعدة التي دحرت بعد أن زادت من عملياتها عام 2003 واستهدفت المدن والأشخاص والمنشآت الاقتصادية والتجمعات السكانية، وحاولت خلق الفتنة بين السكان لكنها فشلت نتيجة تكاتف المجتمع وحرب بلا هوادة ضد الإرهاب خاضتها قواتنا، واليوم تعيد داعش نفس منهجية وسلوك القاعدة بالذهاب إلى أسهل الأهداف لأناس أبرياء ليسوا طرفاً في شيء، علينا مجتمعياً أن نتماسك لأن ما حدث في القطيف عدوان سافر ضد الآمنين فداعش تقتل بنية وشهية القتل.
كل مدن وقرى بلادنا عزيزة علينا فالذي يحدث في القطيف كأنه يحدث في تبوك أو الرياض أو جدة أو بريدة أو في الطائف,والإنسان السعودي هو نفسه في القطيف أو في حائل أو في الباحة أو في حفر الباطن، كما أن الدم السعودي غال في أي بقعة أو أرض، فالقطيف غالية بسكانها وأرضها ونخيلها، غالية لأنها ذاكرة شرق بلادنا ساهمت في وحدة الدولة وساهمت في استقرارها في البدايات الأولى للتوحيد واستمرت تدعم الاستقرار، ساهمت في التوحيد وبناء المستقبل، ومدت البلاد بالشباب والطاقات لسوق العمل كفاءات ناجحة ساهمت مع أبناء شعبنا في البناء والعطاء دون ملل أو تعب، فكل قطرة دم سالت في القطيف هي غالية علينا فهم شهداء واجب الوطن لا فرق بين أي مواطن نترحم عليهم وندعو الله أن يدخلهم الجنة وأن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، أبرياء وآمنين خطفتهم يد الغدر الآثمة انتزعتهم من بين أهاليهم وأوطانهم بلا ذنب أو سبب لمجرد الفتنة وخلق الأحقاد وشهية القتل. ردنا الوطني لإفشال هؤلاء القتلة هو التكاتف والتماسك ودعم قواتنا من أجل إحباط مخططات وأهداف كل المنظمات الإرهابية.