جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يعد أمام اليمنيين مزيد من الوقت لإنهاء المعاناة التي يعيشونها سواء في داخل اليمن أو خارجه، ففي الداخل ورغم الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي وضبط النفس الذي التزم به، إلا أن خروقات الحوثيين ومليشيات المخلوع صالح لا تزال تزيد من آلام ومعاناة اليمنيين.
اليمنيون حزموا أمرهم وبدؤوا مؤتمر إنقاذ اليمن في الرياض، والمقرر أن يُختتم اليوم، وفي عزمهم أن لا رفاهية لحوارات التفاوض والألاعيب السياسية، فالمؤتمر عُقد لهدف محدد يؤمن به جميع اليمنيين فضلاً عن المشاركين الذين بلغ عددهم أربعمائة مشارك من قادة سياسيين بارزين وبرلمانيين وقيادات حزبية وأكاديميين، كان ولا يزال لهم دور في صياغة الحياة السياسية اليمنية.
المؤتمر عُقد تحت عنوان «من أجل إنقاذ الوطن وبناء الدولة»، وبما أن الهدف محدد والوقت لا يسمح للمناكفات والحوارات المطولة، فإن التوجه الذي سيطر على جلسات المؤتمر أن دور المشاركين هو إقرار ما يُتخذ من قرارات بعد تفاهم المشاركين على عدم الانشغال في حوارات لا جدوى منها، خصوصاً أن القوى السياسية اليمنية من كتل سياسية وأحزاب وشخصيات قبلية جميعاً يشاركون في مؤتمر الرياض باستثناء الحوثيين الذين يُعدون متمردين على الشرعية اليمنية بإصرارهم على الاستمرار في تنفيذهم للانقلاب على الشرعية، فحتى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس المعزول علي صالح يشارك العديد من أهم رموزه وقادته السياسين من أمثال الدكتور عبدالكريم الإرياني والشيخ سلطان البركاتي.
وهكذا، وبوجود الشريحة السياسية الأوسع والممثلة لكل المكونات الساسية والاجتماعية والقبلية وضع إعلان الرياض الذي جاء مركزاً وفي إطار واحد اتفق عليه الجميع وتمحور حول مسائل أساسية، وهي المحافظة على أمن واستقرار اليمن في إطار التمسك بالشرعية، ورفض الانقلاب عليها، وعدم التعامل مع ما يُسمى بالإعلان الدستوري، ورفض شرعنته، وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة سلطة الدولة على جميع الأراضي اليمنية، والخروج باليمن من المأزق الذي أوصله إليه الحوثيون والمخلوع علي عبدالله صالح. إذ سعى المشاركون إلى إيصال اليمن إلى بر الأمان بما يعيد الأمور إلى نصابها وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الذي ثبته المؤتمرون في الرياض، وألا تصبح اليمن مقراً للمنظمات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومرتعاً لها.
اليمنيون انتظروا أن يخرج قادة اليمن من ساسة وأكاديميين وحتى شيوخ قبائل بوضع إطار يلتزم به الجميع ليمن واحد موحد لعيش جميع أبنائه في وئام ويتعايش مع جواره بتعاون وسلام.
وقد تم لهم ما أرادوا وعليهم سرعة التنفيذ.