تونس - فرح التومي - الجزيرة:
بعد ان كانت مبرمجة لليوم الجمعة، قرر رئيس الحكومة الحبيب الصيد تأجيل تقديمه لتقرير حكومته بعد مرور مائة يوم عن تسلمه السلطة وفق ما كان وعد به يوم أدائه اليمين الدستورية امام مجلس نواب الشعب. ويعود سبب تأجيل جلسة الحوار مع المجلس لانشغال الصيد بالتزامات اخرى منها المجلس الوزاري الذي ينعقد اليوم والذي يخصص لملف الحوض المنجمي وسيعلن فيه عن جملة من الاجراءات التي تم اتخاذها لمحافظة قفصة التي تعيش على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ اشهر متتالية، وذلك في مسعى من اجل فك الاعتصامات فيها.
ومن المنتظر أن يسافر رئيس الحكومة حال انتهاء انعقاد المجلس، في أول زيارة رسمية له منذ توليه مهامه خارج تونس يومي 16 و17 مايو الجاري إلى الجارة الجزائر بدعوة من الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال، وستكون هذه الزيارة مناسبة لدعم التعاون بين البلدين في مختلف الميادين وخاصة منها الأمنية والاقتصادية وتنمية المناطق الحدودية، إلى جانب متابعة تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الجانبين.
وبعد عودته من الجزائر، ينتظر ان يقوم رئيس الحكومة الحبيب الصيد بجولة في 3 دول أوروبية تدوم أسبوعا كاملا، ليكون بذلك موعد التقييم خلال الأسبوع الاول من شهر يونيو المقبل إن لم يطرأ أي ظرف يتم بمقتضاه تأجيل الموعد مرة أخرى.
وفي الشأن الحزبي تنفست القاعدة الموسعة لحركة نداء تونس الصعداء بعد ان اعلن المكتب السياسي قراره بالتوافق اختيار محسن مرزوق القيادي الندائي والمستشار السياسي لرئيس الدولة في خطة أمين عام للحزب خلفا للطيب البكوش وزير الخارجية في الحكومة الحالية الذي تم اختياره نائبا لرئيس الحزب مع نائبين آخرين، وهما حافظ قائد السبسي وفوزي اللومي.
وجاءت هذه الصيغة التوافقية بعد سلسلة معقدة من المشاورات الطويلة والمتشعبة التي كانت تؤشر لانفجار النداء الا ان قياداته نجحت في تطويق الخلافات بين الأجنحة في الحزب الأغلبي في مجلس نواب الشعب.الا ان مصير التوافقات داخل نداء تونس سيظل مرتبطا بمدى الانسجام بين محسن مرزوق وحافظ قائد السبسي وفوزي اللومي فأي اختلاف بين هذا الثلاثي سينعكس مباشرة على وحدة الحزب.
وستكون المهمة الاولى لمحسن مرزوق اعادة هيكلة الحزب والاعداد الى المؤتمر الاول الذي سيكون حاسما. ولم يصدر عن رئاسة الجمهورية اي بيان يؤكد استقالة مرزوق من منصبه كمستشار للباجي قائد السبسي والمحرك الرئيسي لقصر قرطاج، فيما يتداول الراي العام خبرا مفاده ان قوى في الظل بالقصر الرئاسي هي التي سعت الى تنصيب مرزوق على راس الأمانة العامة للنداء ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد من ذلك انها تخلصت بلباقة من مستشار مزعج مثير للجدل له تاثير قوي على رئيس الدولة ورمت به في أتون حزب النداء الذي يعيش صراعات من الصعب اطفاء نيرانها، والذي لم يعد له دور كبير في الحياة السياسية بعد مغادرة زعيمه ومؤسسه السبسي كرسي رئاسته.