سعد بن عبدالقادر القويعي
يتحرك حزب الله اللبناني بالتنسيق مع ملالي إيران، وزبانية النظام السوري، وما يُسمى كذبا بـ «محور الممانعة»؛ من أجل مواجهة المتغيرات العسكرية، والسياسية على أرض الواقع، والعمل على تحقيق كسب ورقة القلمون؛ للعب فيها على طاولة الحوار، في حال جمع المجتمع الدولي الطرفين. - وبكل الأحوال - فسيكون للقلمون تأثيرا عسكريا حول دمشق، كونها نقطة تحول حاسمة على الأرض؛ ولأنها ستهدف إلى السيطرة الكاملة على منطقة القلمون، والممتددة من الزبداني إلى قرى عسال الورد، ونكوس، وفليطا، فهي جغرافيا محاذية تماما لحدود لبنان في البقاع الشمالي.
نفسه سيناريو اللعب على حبال الأعصاب المنقطعة جدلا يتكرر، فحزب الله يرى في معركة القلمون، أنها معركة مصيرية بالنسبة إلى مستقبل النظام السوري، وإلى مستقبله - أيضا -. ونحن نراه - إضافة إلى ذلك - رفع من حجم الاحتقان المذهبي، والتمترس الحزبي، والانقسام السياسي في المنطقة. - وعندئذ - فإن من الضرورة، عدم الزج بلبنان نحو معركة ذات بعد مذهبي، وطائفي، يمكن أن يكون لها انعكاسات سلبية على الاستقرار الداخلي للبلد، - سواء - من ناحية إذكاء الاحتقان السني الشيعي، أو من ناحية توتير الأجواء داخل الحكومة اللبنانية على طاولة الحوار، - لاسيما - وأن البلد يعاني من وجع الفراغ الرئاسي للجمهورية - منذ أحد عشر شهرا -.
لا يمكن توقع نتائج المعركة، - وفي تقديري - أن معركة القلمون ستكون خاسرة لمحور الشر - بكل المعايير -، وقد تستمر المعركة لأشهر طويلة، تتحول بعدها إلى حرب استنزاف بالنسبة لمحور الشر، - خصوصا - وأن النظام السوري أصيب بسلسلة من النكسات، بعد استيلاء كافة فصائل المعارضة السورية المسلحة على إدلب، وجسر الشغور، وتقدمها نحو اللاذقية،
- إضافة - إلى تسجيل بعض الخروقات العسكرية لصالح المعارضة. ثم إنه لا يمكن إغفال البعد الإقليمي ذات الصلة بالتطورات التي حصلت في اليمن، وما تمخض عنه من مبادرة عاصفة الحزم، التي أتاحت للسعودية امتلاك زمام المبادرة، والحد من الخلل في التوازن الإقليمي في المنطقة. وتأكيدا لهذا الرأي يقول - الأستاذ - علي الأسعد: الانتصار في معركة القلمون السورية التي يعدّ لها حزب الله مستحيل، والسبب يعود بقلب الموازين العسكرية لصالح فصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب، وجسر الشغور، وبعد وصولهم إلى خطوط التماس المباشرة على جبهات ساحل اللاذقية - معقل النظام -. كما أنّ الغارات الجوية التي قامت بها إسرائيل - مؤخراً - على مواقع الحزب، وتدمير سلاحه النوعي، الذي كان سيستفيد منه على أرض المعركة قد دمر كلياً. ناهيك عن التحول العسكري الكبير في القدرات القتالية، التي أصبحت تتمتع بها المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون، والسبب يعود لدور بعض الدول العربية، وغير العربية من تقديم دعم كامل من ناحية التدريب، والتخطيط، والتجهيز اللوجستي، والعسكري لهم.
وسط هذه المناخات الحالكة، فلن يكون حزب الله أقوى من نظام الأسد. كما أن تدخله لا يحظى بإجماع اللبنانيين، ولا حتى بتأييد بعض حلفائه. - وبالتالي - فإن ما يقوم به حزب الله، لا يعدو مزيدا من التوريط للبنان في صراعات سوريا، والإقليم - عموما -، باعتبار أن انعكاسات نتائج المعركة السلبية، ستصب - في نهاية المطاف - في حسابات المواجهة لمحور الشر.