محمد المنيف
اسمحوا لي استعير كلمة (مهايط) من قاموس الجمل التي يتداولها الشباب والتي توازي الكلمات الأخرى (فشخرة) أو إعطاء الذات أكبر من حجمها..
هذه هي حال بعض من بساحتنا التشكيلية.. في جانب منح البعض أنفسهم صفات لا تتوافق مع حقيقتهم (فنياً) ومنها الصفات والألقاب (الكبير) أو( الأول) و(المتميز) رغم أن تجربتهم لا تتجاوز ولا تتعدى التقليد والنقل من صور فوتوغرافية أو من لوحات فنانين آخرين.
هذه الألقاب أحياناً تأتي من أولئك البعض من الباحثين عن الشهرة بتفصيلها وخياطتها على مقاسهم، وهناك جانب آخر وهو الأهم بالنسبة لما ينتج عنه من إساءة للساحة ممن يشاركون في إضفاء تلك الصفات وهم أصحاب صالات العرض، حينما تقيم أحداها معرضاً لأحد هواة الفن التشكيلي فيقوم صاحب الصالة بالتصريح بما توحي به نظرته أو يعتقده (يخدم تسويق) ما يعرض في صالته رغم سوء المستوى ورداءة الفكرة والتنفيذ فيضفي على من يقيم المعرض تلك الصفات دون علمهم ان هذا الأسلوب يحتمل أمرين، انعكاس تلك الصفات على الموهوب لذي لا زال يتلمس خطواته فيشعر انه وصل إلى الدرجة أو القيمة الفنية الكبيرة وتجعله يتوقع أنه حقق النتائج العالية وأن ما قام به يعانق من سبقوه من أصحاب التجارب الكبيرة والمستحقة التقدير ومنحهم تلك الصفات، كما تنعكس تلك الصفات على الموهوب من جانب المتابعين ممن يزورون المعرض ويكتشفون عكس ما قيل عنه وكذلك من النقاد الذين يعون كل ما يدور في الساحة فتتحول تلك السبل من إضفاء الشهرة على من لا يستحقها إلى التهكم بالفنان أو بالصالة.
هذا الأسلوب يذكرني بما كان ممارسا في فترات سابقة في مجالات الفنون الأخرى خصوصاً في الدعاية لأبطال الأفلام أو المطربين بأن يقال فنان السعودية الأول أو أشهر فنان خليجي أو الممثل الكبير مع أن كل هؤلاء لا زالوا في ألف باء الفن والطرب وقد تكون أصواتهم أو أدوارهم نشازا.
هذه المشاهد من إضفاء الصفات انتشرت كثيرا في الفترة الحالية عوداً إلى انتشار سبل التواصل وامتلاك كل شخص صفحة او موقعا او استخدام بوابات الانتشار، ونتيجة لما يتلقاه هؤلاء الهواة من إشادات من يداخل ويشاركهم الاطلاع على تجاربهم البدائية خصوصاً اذا كان صاحبة تلك التجربة من (الجنس اللطيف) فنرى انهمار عبارات الثناء ومنحها الأوسمة تزداد بما يمكن ان تبهر به وجبتها من عرض صورتها او صورة لغيرها مسروقة من النت لفنانة غير معروفة لمجرد الجذب.
تلك المواقف لدينا عليها الكثير من الشواهد المثيرة للاشمئزاز حينما يقوم الكثير منهم بانتقاد المعارض والفنانين والأجيال السابقة لمجرد انه أقام معرضا يتيما أو أقام ورشة فاشلة أو منح جائزة من لجنة تحكيم له مع احد أعضائها صلة قرابة أو صداقه.