خالد الربيعان
هناك أغنية شهيرة جداً للفرقة الأسطورية « Pink Floyd بينك فلويد» تقول : المال .. إنه كالهواء .. امسك به بكلتا يديك وافعل ما يسعدك .. سيارة جديدة .. كافيار. الحياة.. يوم كالحلم .. ولكني أعتقد أني سأشتري فريقاً لكرة القدم !!».
تتذكر هذه الأغنية حرفياً وأنت تشاهد ما حدث قبل أيام في مباراة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي على سباق التأهل للبريميرليج بين بورنموث أو «فريق الكَرَزْ» - و بولتون .. انتهت المباراة بفوز الأول بثلاثة أهداف .. صعدوا لدوري باركليز .. تذهل عندما ترى المدير التنفيذي وأحد ملاك النادي « جيف موستين» يحتفل بطريقة جنونية مع اللاعبين ..ويجري بالملعب .. ويقول لوسائل الإعلام بألفاظ شعبية نابية : « اللعنة .. أنا أحب هؤلاء اللاعبين « !!
فما السر ؟؟ .. هل هو حب كرة القدم كلعبة ورياضة فقط .. أم أن الأمر له أبعاد أخرى ؟! , للإجابة علي هذا السؤال ربما نرجع قبل 6 سنوات إلى العام 2008 ، حينما كان النادي على حافة الإفلاس .. دفع جيف موستين شيكاً بـ 100 ألف جنيه استرليني لإنقاذ النادي ، وقبل أيام كانت المكافأة على صبره هي 120 مليون جنيه استرليني مكافأة التأهل للبريميرليج !!
في الاستثمار والتسويق الرياضي هناك قصص مثل هذه .. بطلها التصميم علي الهدف ! , فالنادي الذي تأسس في نفس سنة تأسيس نادي « ميلان» سنة 1899 .. ويرتدي زياً بلون وتصميم الميلان ايضاً ! ، كان على وشك الانهيار عام 2008 ، كان النادي وقتها في دوري الدرجة الرابعة ، النادي لا يبيع أي تذاكر ، لا يقدم مستويات تذكر ، الديون تتراكم ، لم يكن أمام جيف موستن الا ان يرضخ للأمر الواقع ويترك النادي ويكمل حياته ، إلا أن صبره وتصميمه جعله يقترب من الإفلاس أثناء جمعة مبلغ 100 ألف استرليني لينقذ ناديه .
وبإمكانيات ضعيفة جداً ، بقميص يتشابه مع قميص نادي آخر كبير ، وبسعة استاد تبلغ 11.700 مقعد فقط ! ، حتى ان الصحافة كانت تسخر منه ووضعته في مقارنه بمانشستر يونايتد هذا العام ، سعة ملعبه هي ثمن سعة ملعب أولد ترافورد ، أعلى صفقة له « كالوم ويلسون « ب 3 ملايين استرليني في حين دي ماريا كان بـ 60 مليون استرليني !
منذ ستة سنوات كان النادي بما فعله «موستين» محط السخرية والشفقة ، حينما نظم احتفالية تحت اسم « انقذوا نادينا» حضرها اللاعبون و 2000 من الجماهير ، والشفقة كانت من فكرة مجنونة لجمع التبرعات عن طريق وضع العديد من «الحصّالات» البلاستيكية بلون الفريق مكتوب عليها « save the cherries» ( انقذوا حبات الكرز) وهو اسم شهرة النادي ليضع فيها المتبرعون أي شيء : شيكات بسيطة , جنيهات ورقية , عملات معدنية ! ، اليوم أصبح «الكرز « حديث وسائل الإعلام !
أخيراً صفقة موستين تلك التي غامر فيها تشبه مشروعاً عملاقاً لا يأتي بهذه الأرباح إلا تحت مظلة الاستثمار والتسويق الرياضي ، دفع الرجل في مشروعه 100 ألف جنيه ليربح 120 مليوناً ! ، أي أن الرجل ربح 1200 ضعف ما دفعه !! ، بدون إغفال ذكر أنه سيحصل من البث التليفزيوني الموسم القادم على الأقل 64 مليون جنيه استرليني إذا كان في المركز الأخير من جدول الدوري!