د. عبدالرحمن الشلاش
إذا كان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- قد جاء امتدادًا لكل المراحل السابقة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- فإنه أيضًا قد تميز في بداياته بسمات بثت التفاؤل بعهد مختلف يركز على نواحٍ مهمة جدًا في التنظيم والسرعة في اتخاذ القرارات وكسب عامل الوقت والرهان عليه كعنصر مهم في تحقيق أكبر كمية من الإنجازات.
في مئة يوم من عهد سلمان بن عبد العزيز رصدت الدوائر الإخبارية كمية مهولة من الإنجازات اعتبرتها تلك الدوائر في ظل هذا الوقت القصير جدًا إنجازات متفردة في كمها وكيفها مما يبشر بأن تحمل المرحلة المقبلة أضعافًا مضاعفة من أوامر وقرارات تصب في مصلحة المواطنين، وحتى المقيمين نالهم من العطاء نصيبًا فقد أمر الملك سلمان بسرعة تصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين.
أغلب الناس في مجالسهم الخاصة يتحدثون بفخر عن المنجزات السلمانية خلال هذه المدة الوجيزة فقرار «عاصفة الحزم» التاريخي يأتي في المقدمة من حيث الأهمية والحجم والتأثير، ثم أكثر من 50 أمرًا ملكيًا استهدفت إعادة تشكيل ملامح مجلس الوزراء، وإلغاء 12 لجنة ومجلس متخصص، ورصد 110 مليارات لتطوير ودعم المرافق والخدمات، وتعزيز الانتقال السلس للسلطة، وضخ 20 ملياراً لتسريع خدمات الماء والكهرباء، والعفو عن سجناء الحق العام، ومنح إعانة شهرين للمعاقين، وصرف رواتب شهرين للموظفين والمتقاعدين والطلاب والمبتعثين ومستفيدي الضمان الاجتماعي، وفرض رسوم على الأراضي البيضاء، والحديث لا يتجاوز أيضًا 34 أمرًا ملكيًا تضمنت تعيينات وزارية تضم عددًا كبيرًا من الشباب يضخون دماء جديدة في أوردة الأجهزة الحكومية، وإنشاء مجلسين الأول منهما للشؤون السياسية والأمنية، والآخر للشؤون الاقتصادية والتنموية.
ولعل أبرز السمات للعهد السلماني المبارك انتقال السلطة من أبناء المؤسس إلى أحفاده، وفي ذلك الإجراء نظرة للمستقبل تأخذ في حسابها أن تلك المراكز القيادية تكليف وليست تشريفًا، ولم تأخذ بمعياري الأقدمية والعمر وإنما كان لمبدأ الجدارة والكفاءة بين أفراد الأسرة الحاكمة، وفي هذا التوجه تأسيس لدولة عصرية تقوم على عناصر الشباب في المجال التنفيذي، وعناصر الخبرة الطويلة في المجال الاستشاري، فالشباب سيكونون ركيزة قوية للمستقبل بينما تتم الاستفادة من عناصر الخبرة التي أمضت سنوات طويلة في العمل، هذا المزج سيؤدي إلى ظهور عناصر جديدة ويضمن بمشيئة الله استمرار الدولة بقوتها ورشدها وخصوصًا أن العمل يركز في العهد السلماني على الجوانب التنظيمية بجلب خبرات جديدة من مؤسسات خارج الجهاز الحكومي وإلغاء مجالس ولجان ودمج أخرى، وتحويل إدارات من وزارات لأخرى ذات اختصاص. ربما أيضًا ننتظر في المستقبل تنظيم أكثر على مستوى الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية.
من السمات البارزة التي لمسها الجميع في عهد سلمان بن عبد العزيز أن تحقيق العدالة الهم الأكبر لخادم الحرمين الشريفين لذلك تأتي خدمة المواطن في المرتبة الأولى بمعنى أن بقاء المسئول في منصبه وفي مقدمتهم الوزير مرهون بعطائه، وأن أي خطأ ولو كان بسيطًا لن يمر مرور الكرام عند الملك سلمان وهذا ما عهدناه دائمًا من الملك سلمان بن عبد العزيز القائد والإنسان وهو ما سيعزز كثيرًا بذل أقصى مجهود من الجميع.