د. عبدالرحمن الشلاش
لا أميل إلى التقليل من قدرة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في التأثير على أتباعه الشيعة المغيبين وبعض من لا يعرفونه حق المعرفة أو أولئك الذين تنطلي عليهم الأكاذيب وذرف الدموع والتضليل وقلب الحقائق وهي أساليب يجيدها بمهارة فائقة. من المهنية أن نعترف بهذا الأمر فقد تدرب كثيراً في كيفية استمالة الأتباع السذج. أما من يعرفون حسن نصرالله وتاريخه المصنوع برعاية إيرانية تحت سمع ونظر ولي الفقيه فلا يملكون سوى الضحك عليه خاصة بعد عاصفة الحزم والتي فقد بقيامها الاتزان، وبدا كما لو كان أرجوزاً ينتظر الناس خطاباته المسرحية ليضحكوا عليها ويقضوا ساعات من المرح والترفيه. شخص لم يتحدث يوماً عن مصلحة اليمن، أما اليوم وحين شعر بأن التحالف ضد مخططات إيران في اليمن في طريقه للنصر المؤزر أزبد وأرعد وتباكى على اليمن وأهلها.
سؤال يثيره البعض عن علاقة حسن نصرالله بإيران، ولماذا ينحاز لها بهذا الشكل السافر، ولماذا جن جنونه عندما بدأ المعتدي الحوثي بالترنح في اليمن تحت وابل القصف الجوي المتواصل؟.. الإجابة تقتضي أن نعود لبدايات نصرالله منذ غادر لبنان إلى النجف بعد التحاقه بصفوف حركة أمل الشيعية التي أسسها الإيراني الأصل اللبناني بالتجنس موسى الصدر تلميذ الخميني وصهره يحمل توصية لمحمد باقر الصدر أحد علماء الشيعة في النجف والذي أوكل أمر تدريسه ومعيشته لصديقه عباس الموسوي أمين حزب الله المنبثق عن حركة أمل فيما بعد، ثم ذهابه بعد عودته للبنان لمدينة قم الإيرانية للدراسة وتشرب توجهات ولي الفقيه وخصوصاً السياسية منها وهي تقتضي من المتبع الولاء المطلق لولي الفقيه بغض النظر عن الوطن لذلك تحول ولاء نصرالله للولي في قم فدعمته إيران مادياً ومعنوياً ليسبح بحمدها ويقيس المصالح بمصلحتها في المقام الأول.. أعلن أكثر من مرة بأنه جندي مجند في جيش ولي الفقيه.
من الطبيعي أن ينحاز السيد حسن لإيران في معارضتها لعاصفة الحزم فإيران بالنسبة له ولحزبه اللاوطني كل شيء فهي المرجع الراعي الممول بقوتها يبقى حزبه ويستمر، وبضعفها يموت حزبه ويندثر. إيران تدعم هذا الحزب وتحافظ على بقائه لأغراض سياسية ولا غرابة حين قال الناطق باسم حزب الله سابقاً إبراهيم الأمين: «نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران»، أما أمين عام الحزب الحالي حسن نصرالله فإنه يرى إيران أبعد من ذلك فيقول: «إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب، وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركان النظام، ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا». اتهم الكاتب اللبناني الشيعي عماد قميحة مؤخراً نصرالله بتحويل الطائفة الشيعية إلى جالية إيرانية مقيمة في لبنان.
كل هذا الولاء وهذه التبعية ثم نجد من يسأل لماذا أزبد حسن وأرعد وفقد صوابه؟.. حسن نصرالله يدرك تماماً أن تقليم أظافر إيران بداية لفناء حزبه وأفول نجم عملاء الدولة الفارسية من المنطقة، لذلك انتظروا المزيد من صراخه كلما أنحسر نفوذ إيران، فالصراخ على قدر الألم.