سعد الدوسري
تمكّنتْ أجهزة الأمن - بفضل الله -، وعلى ضوء معلومات وردت على هاتف 990، من القبض على المطلوب الأمني نواف العنزي، الذي شغل الرأي العام بقصة هروبه المثيرة للجدل، بعد مشاركته في جريمة قتل رجلَيْ أمن شرق الرياض قبل حوالي شهرين. وهكذا يكون القاتل يزيد أبو نيان والمخطط نواف العنزي في قبضة العدالة، في انتظار إصدار أحكامها عليهما.
إذاً، فلقد طوينا الملف الأمني، وبقي أمامنا العديد من الملفات التي يجب أن نعيد فتحها بآلية مختلفة. هناك أولاً الملف التعليمي الذي يحتاج إلى حراك حقيقي، مع الاعتراف بحقيقة أن الحراك الماضي لم يؤتِ الثمار التي نأملها في رصد وتحليل وإيضاح ومحاربة منابع التشدد. لقد ظلَّ هذا الملف يؤرق كل المؤسسات المعنية بمواجهة التطرف؛ كونه يتعاطى مع الشريحة التي يستهدفها الإرهابيون، وكونه لم يؤدِ أدواره بالشكل المطلوب، وكون البعض يخلطون من خلاله بين الحرب على التطرف والمساس بالدين وبالقيم الدينية، متناسين أن القرآن والسنة هما من يشنّان أكبر حملة ضد الغلو والتزمت وقتل الأبرياء.
إن المؤسسات الرسمية، الشرعية والإعلامية والثقافية والرياضية، وغيرها من المؤسسات الأهلية، لا تزال لا تعرف بالضبط كيف تواجه الإرهاب، بسبب وجود نفس المعوقات التي تواجه المؤسسة التعليمية، التي من أهمها وضْع مَنْ يحارب التطرف في كفة واحدة مع من يحارب الدين. ولعل المعوق الذي يأتي في المرتبة الثانية هو الافتقار لاستراتيجية واحدة، يعمل الجميع تحت مظلتها، بهدف قطع الطريق على الاجتهادات التي نغرق فيها اليوم، والتي لم تفرز سوى المزيد من التطرف والمتطرفين.