سعد الدوسري
وقّعت الدكتورة سعاد يماني، رئيسة جمعية فرط الحركة وتشتت الانتباه، الأسبوع قبل الماضي، مذكرة تعاون بين الجمعية وبين مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بعد رحلة صراع لإثبات الوجود بينها وبين العديد من المؤسسات الطبية. ولكوني عايشتُ بدايات هذا الصراع مع الدكتورة سعاد، فيجب عليَّ الإشارة بأنها واحدة من أكثر الشخصيات التي زاملتها، عناداً وصبراً وهدوءًا. وربما هناك قاسم مشترك في الصفات بينها وبين ثلاثة من أسرتها أعرفهم، من ضمنهم وزير الإعلام السابق محمد عبده يماني رحمه الله.
لقد كانت الدكتورة سعاد في بدايات تأسيسها للجمعية، محاصرة بالكثير من المعوقات التي يضعها في طريقها مجموعةٌ من الأشخاص، لكنها لم تلتفت لأحد، لأنها لم تكن تشعر بوجود أحد! كانت ماضيةً في طريقها، وكأنها تسير حسب أجندة أعدّتها سلفاً. ولقد كانتْ مفاجأةً صادمةً جداً للجميع، حين نظّمتْ في نوفمبر 2009م، مع مجموعة عملٍ تطوعية صغيرة، مؤتمراً علمياً دولياً، ترافقه ورشُ عمل تدريبية لذوي الأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق إنتركونتيننتال، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله.
بعد هذا المؤتمر، إنفضَّ سامرُ محاربيها، وذهبَ كلٌ إلى بيته، غيرَ قادر على كظم غيضه! واستمرت د. سعاد في تحقيق أهدافها، لتكريس وجود هذه الجمعية، وفي نشر كل البرامج التثقيفية بهذا المرض المستجِّد، وكل البرامج العلاجية للأطفال المصابين به، وكل البرامج التدريبية والتأهلية لذويهم.
- فأمَّا الزَبدُ، فيذهبُ جُفاءً.