سعد الدوسري
كالعادة، مرَّ اليوم العالمي للكتاب، الخميس الماضي، دون أن أن تكون هناك أية احتفالية به، وكأننا نرفض كمؤسسات رسمية وغير رسمية معنية بنشر الوعي والثقافة، أن يكون لنا حضورٌ إلاَّ إذا حضرتْ الكاميرات الصحفية والتلفزيونية! مسكينةٌ هي الثقافة، مسكينٌ هو الكتاب. لقد تمَّ وضعهما في خانة الاحتياط، في حال لم تكن هناك فعاليات ذات بريق إعلامي، على الرغم من أنَّ الوعي لا يتشكَّل إلا بهما. ومعروف أن الوعي هو ما يسهم في البناء الفكري الإيجابي، وهو ما يشيّد المتاريس ضد التطرف والعنف. كل مسؤولي المؤسسات يعرفون ذلك، لكنهم لا يتعاملون مع المشاريع الثقافية والإعلامية الفكرية، على أساس أنها مهمة يومية، بل موسمية مرتبطة بالحاجة إليها.
إن التقصير الكبير والسلبية الشديدة في مؤسسة الثقافة والإعلام، لن تفرز ثماراً إيجابية بطبيعة الحال، بل ستستمر في قيادة الوعي العام إلى المناطق التي لم ترد الدولة أن نصل لها، فالميزانيات التي رُصِدتْ للبرامج الثقافية والإعلامية قد تتجاوز ميزانيات دول ذات فعاليات ثقافية مبْهِرة، وذات قنوات تلفزيونية وإذاعية مميزة لها نسب مشاهدة واستماع عالية؛ فلماذا هذا التخلف عن ركب المشاريع الثقافية والإعلامية في هذه الدول؟! ومِنْ يجب أن يكون الطرف الآخر معنا في المساءلة عن هذا الشأن؟! ومَنْ يجب أن يحفّزه لنزع عباءته التقليدية الوظيفية المتكلسة، ولارتداء عباءة المهنيّة الاحترافية التنافسية؟! نحتاج هذا الـ»مَنْ» حاجةً ماسة، نحتاجه أن يحرك هذه العقول الإسمنتية، وأن يجعلها تدخل في العصر الحديث، عصر مواقع التواصل الاجتماعي.