أتمنى على ميلشيا الحوثيين وعلي عبدالله صالح ألا يسيئوا التقدير هذه المرة، وأن يحسنوا قراءة الضرب والجمع والقسمة حتى يخرجوا بأقل الأضرار، وأن ينظروا إلى المستقبل من خلال الإصغاء لمشورة الحكماء والعقلاء في أمتهم، لا أن يأخذوها من قُم في إيران والضاحية الجنوبية في بيروت.
***
أتمنى عليهم أن يكونوا قد استفادوا من درس عاصفة الحزم، وأن يحرصوا كثيراً وجيداً على الاستفادة من الدرس الجديد في عملية إعادة الأمل، فهي فرصة لا تُتاح كل مرة، ومخرج لهم من النفق المظلم قد لا يتكرر، ونهاية لأزمة إذا ما فوتوها، فإنها ستكون وبالاً عليهم، والعاقل من يتعظ، ويكون شجاعاً في الإعلان عن ندمه.
***
اليمن بمكوناته وتاريخه عزيز على المملكة، وقد وقفت معه في كل مجال، وفي جميع الحقب التاريخية، وهو ما لم تقفه دولة أخرى، بحساب الدعم السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والمالي، وهو ما توضحه الأرقام والتواريخ والأحداث، وتعلنه تباعاً وسائل الإعلام، دون أن تمن المملكة على شقيقتها اليمن بذلك.
***
تنتهي عاصفة الحزم أو لا تنتهي، تبدأ عملية إعادة الأمل أو تتعثر، فاليمن هو جزء منا ونحن جزء منه، الروابط عميقة والعلاقات وثيقة، وكل من حاول إفسادها على مدى التاريخ لم ينل من عمله إلا الفشل والخزي والعار، وبقيت هذه الأرومة والجوار وعلاقة الشعب بالشعب أقوى وأشد من كل المؤامرات.
***
وحسبنا في المملكة تحديداً، وقدرنا في هذه البلاد دون غيرها، أننا معنيون في الدفاع عن اليمن، وفي حماية الشعب اليمني الشقيق من المؤامرات والدسائس الخارجية، ومنع أي عمل داخلي من الإساءة إلى الأمن، أو تعريض وحدة اليمن إلى الانهيار، انطلاقاً من مفهومنا بأن ما يمس مصلحة اليمن يمس مصلحة المملكة والعكس كذلك.
***
وها هي الفرصة تُتاح للحوثيين ولعلي عبدالله صالح وأتباعه بأن ينظروا إلى المستقبل بتفاؤل أكثر، بعيداً عن التسلط والهيمنة على مقدرات الدولة وحقوق الشعب، أو الارتماء في أحضان إيران التي لا تريد الخير لليمن، أو لأي دولة عربية، فمؤامراتها وحقدها وكراهيتها لا تحتاج إلى بيان.
***
أما أنت يا سلمان، فقد كنت كما عهدناك، أحرص حتى من اليمنيين على مصلحتهم، والأقدر في الدفاع عنها، يشدك في ذلك إخوانك في التحالف، والمخلصون من اليمنيين، فامض في عملية إعادة الأمل بذات القوة والعزم والحزم التي كنت عليها في عاصفة الحزم، مسنوداً بدعم مواطنيك وأمتك.