الجزيرة - سعود الشيباني:
تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 811 متهماً بالإرهاب من بينهم أمريكي وفرنسي وكندي من 25 جنسية بعدة مواقع في المملكة. وكانت الأجهزة الأمنية قد أطاحت بالمتهمين خلال 6 أشهر الماضية من هذا العام وضبط بحوزة عدد منهم على أسلحة ومتفجرات ووثائق متنوعة وأجهزة الكترونية، حيث تم القبض على 634 متهماً من الجنسية السعودية و73 متهماً من الجنسية اليمنية و51 سورياً و 17 باكستانياً و15 مصرياً و8 فلسطينيين و8 من مجهولي الهوية و6 سودانيين و6 أردنيين و5 هندياً و4 بنجلاديشيين وثلاثة تشاديين وعراقيان وإثيوبيان وماليان وكندي وليبي وماليزي وفلبيني و أمريكي وفرنسي وبحريني وقطري وكويتي ولبناني.. واستشهد في عمليات الملاحقة والمداهمة على العناصر الإرهابية 4 من رجال الأمن وأصيب أكثر من 25 من رجال الأمن بإصابات مختلفة.
وتواصل الجهات المختصة كهيئة التحقيق والادعاء العام ووزارة العدل محاكمة الـ811 متهماً حيث تمت إحالة ملفات بعضهم للمحاكمة والبعض الآخر منهم رهن التحقيقات لوجود أطراف متورطة بالقضية يجري ملاحقتهم بعض منهم يتواجدون خارج المملكة، فيما لقى عدد منهم مصرعهم ببعض مناطق الصراع خارج المملكة.
وفي ذات السياق تمكنت الاجهزة الأمنية خلال الثلاثة أيام الماضية من القبض على 20 متهما بالارهاب منهم 11 سعوديا و 7 يحملون الجنسية اليمنية وفلسطيني وسوري، بعدة مواقع وبتهمة مختلفة من بينهم أشخاص مسلحون، فيما بلغ عدد الموقوفين على ذمم قضايا إرهابية منذ ملاحقة عناصر الإرهابيين وأفراد تنظيم القاعدة على عددهم 3692 متهماً من 42 جنسية.
الجدير بالذكر أن تنظيم داعش الإرهابي قد نجح في تجنيد 110 شخصاً خلال الـ6 أشهر الماضية وورطهم في تنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة من أبرزها حادثة الدالوة بالأحساء التي وقعت مساء (10-1-1436هـ) عن شبكة إجرامية يرتبط رأسها بتنظيم داعش الإرهابي الضال؛ حيث تلقى الأوامر من الخارج وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ والنص على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء، وقد قام أحد المجرمين باختيار ثلاثة من أتباعه هو رابعهم حيث تمت مبايعتهم له ومن ثم قاموا باستطلاع الموقع المستهدف وتنفيذ جريمتهم التي بدأت بالاستيلاء على سيارة مواطن وقتله واستخدام سيارته في تنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل سبعة من المواطنين الأبرياء -رحمهم الله-، وإصابة ثلاثة عشر من المواطنين.
وعلى ضوء ما توفر من معلومات فقد نفذت في حينه قوات الأمن وفي مناطق مختلفة من المملكة عمليات أمنية متزامنة للقبض على كل من ينتمي لهذا التنظيم الإرهابي سواء من المبايعين لقائد التنظيم أو المشاركين أو الداعمين أو الممولين أو المتسترين، وقد قاوم البعض منهم مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم: سعوديان وهما: عبدالله بن فرحان بن خليف العنزي، وسامي بن شبيب بن عواض المطيري، وآخر يحمل الجنسية القطرية وهو المدعو سالم بن فراج بن عزيز المري، وإصابة آخر سعودي الجنسية بإصابات بليغة في حين استشهد رجلا أمن -رحمهما الله- وأصيب اثنان وذلك وفق ما أعلن عنه في حينه، وكان عدد من أوقف ممن لهم ارتباط بهذه الشبكة الإجرامية قد بلغ سبعة وسبعين وذلك وفق التفصيل الآتي:
أولاً: تم القبض على جميع المنفذين الرئيسين المشاركين فعلياً في الاعتداء الإرهابي في قرية الدالوه وعددهم أربعة جميعهم سعوديون، من بينهم ثلاثة سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضالة وأطلق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم وهم عبدالله بن سعيد آل سرحان وخالد بن زويد العنزي ومروان بن إبراهيم الظفر، والرابع طارق بن مساعد الميموني الذي لا يوجد لديه رصيد أمني سابق، كما تم ضبط الأسلحة التي استخدمت في الحادث وفقاً لتقرير المعمل الجنائي.
ثانياً: من بين عناصر هذه الشبكة الإجرامية اثنان وثلاثون ممن سبق إطلاق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم، وخمسة عشر من المطلق سراحهم وهم قيد المحاكمة وفقاً لأحكام النظام.
ثالثاً: جميع المقبوض عليهم مواطنون ما عدا أربعة من المقيمين بصفة نظامية هم: سوري، وأردني، وتركي وشخص آخر من حملة البطاقات. كما أسفرت العمليات الأمنية عن ضبط وثائق ووسائل اتصال ووسائط إلكترونية (تفصح عن تواصل هذا التنظيم الإرهابي مع تنظيم داعش في الخارج)، ولا تزال التحقيقات مستمرة مع العناصر المتورطة في هذه الجريمة.
وفي سياق التحقيقات بلغ عدد المتورطين في حادثة الدالوة 88 شخصا من عدة جنسيات وفي يوم الاثنين الموافق 14 - 3 - 1436هـ تصدي رجال حرس الحدود لمحاولة تسلل (4) من عناصر الفئة الضالة عبر الحدود الشمالية للمملكة بمحاذاة مركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية ونتج عن ذلك مصرع أربعة سعوديين واستشهاد رجلي أمن، حيث أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في حينة بأن إجراءات التثبت من هوية منفذي الجريمة الإرهابية الآثمة كشفت عن هوية ثلاثة منهم وجميعهم سعوديون وهم كل من ممدوح نشاء عواض المطيري وهو من قام بتفجير نفسه في الموقع وعبدالرحمن سعيد سعيد الشمراني وعبدالله جريس عبدالله الشمري، أما فيما يخص الرابع والذي لقي مصرعه بانفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه أثناء تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن فلا تزال الإجراءات قائمة للتثبت من هويته، كما أسفرت عمليات المسح الأمني لمواقع الجريمة عن ضبط عدد من الأسلحة والقنابل والمتفجرات ومبالغ مالية كانت بحوزتهم والمتمثلة في الآتي عدد (4) أحزمة ناسفة وعدد (6) قنابل يدوية وعدد (2) رشاش كلاشنكوف ومخازن ذخيرتها وعدد (3) مسدس (9مل) مع (2) كاتم صوت ومبلغ (60.000) ستين ألف ريال سعودي، ومبلغ (5400) خمسة آلاف وأربعمائة دينار عراقي, ومبلغ (5000) خمسة آلاف ليرة سورية ومبلغ (1800) ألف وثمانمائة دولار أمريكي. وعدد من الهواتف وأجهزة تحديد المواقع و وأوضح المتحدث الأمني بأنه على خلفية هذه الجريمة الإرهابية فقد تمكنت قوات الأمن بتوفيق الله من مداهمة موقعين في مدينة عرعر والقبض على (7) أشخاص ممن لهم ارتباط بها، (3) منهم سعوديون، و (4) سوريون.
أما الواقعة الثالثة فهي محاولة غتيال مقيم دنماركي جنوب العاصمة الرياض في 2-12-2014م حيث أظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الواقعة حيث إطلاق النار على المقيم الدنماركي في العاصمة الرياض، فيما أعلن عددٌ من الحسابات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بـ«داعش»، عن تبني التنظيم لواقعة إطلاق النار؛ وتورط 3 سعوديين بمحاولة اغتيال المقيم الذي كشف المقطع الفيديو الذي تداوله أنصار التنظيم والمتعاطفين معه، سيارة منفذي العملية وهي تطارد سيارة الضحية، حيث أخرج أحدهم مسدساً وأطلق عدة رصاصات عليه بينما كان يستقل سيارة بيضاء من نوع «BMW».
وكان المقيم الدنماركي تعرض لمحاولة اغتيال، أثناء خروجه بسيارته من مقر عمله بإحدى الشركات في طريق الخرج جنوب مدينة الرياض، ونتج عنه إصابته بطلقة نارية في كتفه، نُقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
أما الحادثة الرابعة فكانت مساء يوم الأحد الموافق 9-6-1436هـ، عن تعرض إحدى دوريات الأمن في ضاحية لبن غرب مدينة الرياض لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية؛ ما نتج منه إصابة رجلَيْ أمن بإصابات غير مهددة للحياة، فقد بادرت الجهات الأمنية المختصة بالتحقيق في هذه الجريمة.
وأسفرت نتائج التحقيق عن تحديد هوية المتورط بارتكابها، وهو المواطن رامي عبدالله ثلاب الشمري، والقبض عليه بمنطقة جازان قرب الحدود الجنوبية للمملكة أثناء شروعه في التسلل إلى اليمن، كما تم القبض على ثلاثة سعوديين ومقيمَيْن (أحدهما يقيم في البلاد بطريقة غير مشروعة)، للاشتباه في تورطهم بالتستر عليه، ومساعدته في الهروب.كما ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة بمنزل الجاني بمدينة الرياض، وذلك وفقاً لنتائج الفحص الفني بمعامل الأدلة الجنائية التي أثبتت ذلك، كما تمكنوا من ضبط السيارة المستخدمة بالجريمة. ولا تزال التحقيقات جارية للوقوف على أبعاد هذه الجريمة ودوافعها، والقبض على كل من شارك فيها بالفعل أو الدعم أو التخطيط أو التحريض أو الإيواء والتستر.
أما الحادثة الخامسة والتي يقف خلفها تنظيم داعش الإرهابي فقد كشفت الأجهزة الأمنية عن تفاصيلها أمس الأول حيث تورط المواطن يزيد بن محمد أبو نيان والمواطن نواف بن شريف سمير العنزي في الاعتداء الآثم على الجندي أول ثامر عمران المطيري والجندي أول عبدالمحسن خلف المطيري شرق العاصمة الرياض بتاريخ 19-6-1436هـ، كذلك سجل المواطن يزيد أبو نيان عن مبايعته لأبو بكر البغدادي، مؤكداً أن تنظيم داعش طلب منه الجهاد داخل المملكة بعد نجاح التنظيم الإرهابي في تجنيده عبر التواصل الاجتماعي وعدم الخروج لسوريا وربطه بمواطن أطلق على نفسه أسماء حركياً يدعى «برجس» في محاولة منه لعدم انكشاف أمره حيث قام باحضار السلاح والمال وتنفيذ العملية مع أبو نيان والفرار بعد ذلك لجهة غير معروفة، مشيراً إلى أن هذه خامس عملية إرهابية تتورط بها داعش الإرهابية من سوريا
الجدير بالذكر أن المواطن يزيد أبو نيان سبق أن أوقف في عام 2012 بمدينة أشلاند بولاية أوريغون الأمريكية وهو بحالة سكر بعدد من التهم منها القيادة بتهور بعد تلقي الشرطة بلاغا بوجود شخص يقود سيارة بطريقة متهورة أرعبت المشاة وألحقت المطاردة أضراراً بمركبتين للشرطة وقدرت الأضرار بأكثر من 12 ألف دولار، كما تم إيقافه في نفس السنة على ذمة قضية مشاجرة مع مضيفة على طائرة تابعة لشركة طيران «كونتينينتال» عندما رفض التوقف عن التدخين غير المسموح به مما أجبر الطائرة على الرجوع للمطار بعد السيطرة على المتهم من قبل الركاب.
واوجة لـ«يزيد» حينما كان مبتعثاً في الولايات المتحدة الأمريكية 14 تهمة جنائية منها تهمتان من الدرجة الأولى و3 من الدرجة الثانية و5 تهم من الدرجة الثالثة، وقد صرحت السفارة السعودية في واشنطن في ذات الوقت أنه يعاني من اضطرابات نفسية متجددة منذ كان عمره 17 عاماً. وبعد فشلة في الدارسة عاد للمملكة وتواصل مع تنظيم داعش الإرهابي والذي طلب منه بعد التجنيد تنفيذ عملية إرهابية راح ضحيتها اثنين من رجال الأمن وكذلك يزيد أبو نيان الذي ورط نفسه بدون وجه حق.