سعد الدوسري
من أكثر الظواهر المقلقة في المشهد التعليمي النسوي، إضافة إلى التعيينات البعيدة للمعلمات، ظاهرة عمل الزوج والزوجة في مدينتين متباعدتين. وعلى الرغم من وجود برنامج لم الشمل، إلاّ أن هذه الظاهرة، مثلها مثل ظاهرة عمل المعلمات في المناطق فوق النائية، لم تجد لها حلاً.
إن من السهل على أي مسؤول في وزارة التعليم، أن يقول:
- ماذا تريدني أن أفعل؟! أتريدني أن أترك بنات القرى والهجر بلا تعليم؟!
أو أن يقول:
- أنا لست مسؤولاً عن كوارث الطرق، إنها مسؤولية وزارة النقل والمرور.
وهكذا، يتفرق دم المعلمات بين القبائل الحكومية، دون أن تبرز قبيلة ما، أو أن يكون هناك اتحاد بين القبائل، ليوقف نزيف الدم الذي لم ينجح في إيقافه أحد. وتكاد تكون هذه القضية هي القضية التي تقض مضجع كل وزير تعليم، ولم يفلح أحد منهم في حلها، لينام قرير العين، ولتنام أعين المعلمات وذويهم قريرة العين.
وبالعودة إلى لم الشمل، فإن ثمة عذاب حقيقي، تواجهه الأسرة المشتتة بين مدينتين، الزوج المعلم في الشمال، والزوجة المعلمة في الجنوب. أطفال هنا، وأم هناك. أب هنا، وأطفال هناك. والمحصلة النهائية، ستكون معاناة معيشية وعطاء فقير من الزوجين في العملية التعليمية. ولو أن هناك ما يمنع من تشتيت الزوجين، لما بدأت هذه الظاهرة أصلاً، ولما دفع الكثيرون ثمناً لها.
إنها تحديات كثيرة وكبيرة، أمام الوزارة الجديدة، التي ننتظر أن تكون لها كلمة مختلفة عما سبق من كلام. والتحديات نفسها أمام وزارة الشؤون الاجتماعية.