فهد بن جليد
من يذكر (تلفزيون دبي) عام 2004م، وما قبل هذا التاريخ؟ لا يمكنه تخيل (النقلة النوعية) التي حققتها الشبكة اليوم، عندما احتفلت الخميس الماضي، بإطلاق قنوات دبي بحلة، وشعار جديد، مع حزمة مُتخصصة، لتحلق بعيداً عن كثيرٍ من القنوات الخليجية المُنافسة؟!.
دبي راهنت على خلق (جيل جديد) من الإعلاميين المواطنين، وعملت مُبكراً لتحقيق هذا الهدف، مُنذ نحو عشر سنوات، عندما طورت دبي قنواتها - آنذاك - وكان العنصر البشري هو المُرتكز الرئيس، في خطط تطوير الشبكة، بإحلال (المواطن) وإكسابه خبرات وتجارب (الوافدين) من مُختلف الجنسيات، المال لم يوجه لتطوير الاستوديوهات، والديكورات، والأجهزة فقط، بل كانت العقود واضحة، ومُلزمة بتطوير الكادر البشري (الاماراتي) الشاب، الذي أخذ مكانه الصحيح على الشاشة، واكتسب الخبرة، سواءً في البرامج الرياضية، أو في الإنتاج الدرامي، الذي نجح في جلب المشاهدين للقناة، سواءً بإنتاج، أو شراء أبرز المسلسلات، حتى خرجت هذا الأسبوع (دبي دراما)!.
لا أريد امتداح دبي (أكثر من ذلك)، وهي تستحق، ولكن التجربة مُغرية لنتعلم منها الكثير، في وقت نرى فيه هجرة الكوادر السعودية الشابة خارج الإعلام السعودي؟!.
من حقنا أن نسأل هل (بيئتنا) الإعلامية الرسمية طاردة؟!.
بل سأطرح سؤالا أكثر ألما: هل تلفزيوننا العزيز يتطور؟ وهل العمليات التطويرية المُتعاقبة عليه، تتناسب وتواكب إيقاع العصر؟! بعيداً عن قناتي (القرآن الكريم)، و (السنة النبوية) اللتين تعتبران خطوة فريدة لخدمة المسلمين، والحرمين الشريفين؟!.
التلفزيون فقد ميزّة (الدوري)، وقبلها فقد ميزّة برامج رمضان مثل (طاش ما طاش) وغيره، وها هو يبحث عن خط الرجعة عبر مسلسل (منا وفينا) الجديد، بينما المنافسة شرسة ليبقى مُحافظاً على ميزّة (القناة العائلية الآمنة) خصوصاً للأطفال، مع ظهور قنوات مُحافظة، تقدم نفسها كبدائل أكثر شبابية، وعصرية!.
نريد أن يُعبر تلفزيوننا العزيز عن ثقافتنا، يتابع أخبارنا (الرسمية والشعبية) بطريقة مشوقة، وجذابة، صورة ومحتوى، بمزيد من التحليل والمُتابعة، ليس كثيراً أن نرى إبداع (شبابنا) المُتناثر في الفضائيات، يسطع مفخرة على (شاشاتنا السعودية)!.
يمكننا أن نختصر تجربة (دبي) ونتفوق عليها، متى ما اعتمدنا على الكادر السعودي المؤهل، ومنحناه الفرصة بحق، والثقة بصدق!.
وعلى دروب الخير نلتقي.