د. خيرية السقاف
ستة عشر شهيداً...
والقلب يدعو أن يجعلهم الله في عليين..
ستة عشر شهيداً..، وكثير من عتاد الوطن..، وأفكاره، وقلقه، واصطباره، وعطائه، وصدق موقفه..
والقلب يبتهل أن يجعلها الله مثوبة أمن وحلول سلم، وصدَّ شر..
ستة عشر شهيداً...، ووقفة شعب صدوق، من الطفل في المدرسة للمسن على مقعده.. من المعلمة في الفصل، للتشكيلي في الشارع، من الزاجل، والشاعر، والناثر، والمحاضر، والإعلامي، والطبيب، والحارس، والدارس، والقاصي، والداني..
والقلب يسأل: اللهم تقبل، وأعن، وانصر..
فالناس التي خيبتها ثوراتها، والأوطان التي خذلها أبناؤها..
والثورات التي استشرفت ربيعاً فباءت إلى وخيم وحل براكين نارها، والفارطون في العدوان، السافرون في الظلم، والفساد، المشوّهون للإسلام، الناشرون الرعب في البيوت الآمنة، والأوطان المسالمة، أفسدوا السمعة، ولطخوا النبع، وجروا للويلات، فشوّهوا الحياة..
الناس كلها كانت تتطلع لنوافذ تأتي بنسمة أمل، وبارقة عز، ومطر من يم زلال..
والقلب يشغف، والروح تلهف، والرب يرى، ويسمع، ويجيب.. فأجاب..
ستة عشر شهيداً ووقفة جلية، وعزيمة قوية، وبذل سخي، وعطاء ظاهر وخفي..
ستة عشر شهيداً..، ودعم لا يكل، وعطاء لا يمل، ووقفة لا تتخاذل، ولا تترد..
والطريق واضحة، والنيّة جلية، والقوة رهينة، والوفاء شيمة..، والنصر مطية، والله خير حافظاً للأمل، داعماً للعمل..
والقلب يخفق بالاطمئنان، ويستكين لوعد الرحمن..
اللهم اخلف للوطن عن الستة عشر شهيداً في أبنائه خيراً، وعزاً وفداءً، وصدقاً وإخلاصاً ببركتك يا أكرم الأكرمين..
وفي أهلهم عوضَ الصبر، وأضعاف الأجر..
اللهم وكن مع الأمل وله محققاً، وللعمل داعماً، وميسراً..
ليعود اليمن سعيداً مخضراً..،
ونبقى الذين لا يَخذِلون أبداً، ولا يُخذَلون...